شن المدير العام للتربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة الدكتور سعود الزهراني هجوما لفظيا عنيفا على الصحف والصحافيين، إذ شكك في نزاهة الصحافيين معتبرا عملهم «انتقائيا، كونهم لا يستطيعون مواجهة وانتقاد جهات حكومية أخرى». وتطاول الزهراني الذي يقف على رأس هرم التربية والتعليم في المنطقة لدرجة أن صرخ قائلا «لو كنتم رجال لانتقدتم ............» (تعتذر الصحيفة عن تكملة عبارته احتراما للقطاع الذي أورده مدير عام التعليم في حديثه). واختار مدير عام التربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة لقاء ممثلي وسائل الإعلام والمهتمين بالشؤون التربوية مع مسؤولي إدارة التعليم بعنوان «شركاء في المسؤولية» مكانا للهجوم على الصحافيين. لكن الزهراني عاد وطلب من الصحافيين عدم نشر تصريحاته، وكرر هذا الطلب على مسامع الحضور أكثر من ثماني مرات، مستدركا «أنا أسحب كل كلمة قلتها في هذا اللقاء، وأعتذر منكم جميعا». وفاجأ مدير عام التربية والتعليم الملتقى بأن أوقف المداخلات وأنهى الحوار قبل الوقت المحدد، مناديا «العشاء برد». وبعد ساعة من نهاية اللقاء، بث المشرف على إدارة الإعلام التربوي علي عبدالرحمن العمري رسالة هاتف محمول إلى الإعلاميين المشاركين: «حضوركم أضفى البهجة، ومشاركتكم لنا بالرأي أضافت المزيد من الوضوح، ووثقت عرى الشراكة الهادفة لنكون معا (شركاء في المسؤولية).. أكرر شكري وتقديري لكريم استجابتكم». وعلى هامش اللقاء، سألت «عكاظ» مدير عام التربية والتعليم عن إصدار إدارة الإعلام التربوي في المنطقة العدد الأول من النشرة الإعلامية دون الحصول على ترخيص من وزارة الثقافة والإعلام، أسوة بالنشرات الصادرة من جامعة طيبة والغرفة التجارية وغيرها، فأجاب: «اللي بالوزارة إخواننا، وحنا وإياهم متفاهمين»، لكن مدير الصحافة المحلية في وزارة الثقافة والإعلام علي القحطاني أكد للصحيفة عقب اللقاء التشاوري، أن إدارة الإعلام التربوي في تعليم المدينة خالفت نظام المطبوعات والنشر، «كان على إدارة التربية إرفاق النشرة في أنموذج إلى وزارة الثقافة والإعلام، مشفوعة بالسيرة الذاتية لرئيس تحريرها أو المشرف على إعدادها، وتوصيف عام عن محتوى النشرة وأهدافها، ولا يتم فسحها وتوزيعها إلا بعد صدور الموافقة خطيا من وزارة الثقافة والإعلام، وإصدار ترخيص رسمي». على صعيد آخر، دعا الزهراني وسائل الإعلام إلى تجنب نشر كل ما يرد من أولياء أمور الطالبات والطلاب من شكاوى وانتقادات، مفضلا إرسالها أي الشكاوى بصفة ودية عبر بريده الإلكتروني، أو صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك). «عكاظ» من جهتها واجهته بأن اتباع هذه السياسة مع كل المسؤولين يغني عن وجود المكاتب الصحافية، ولن تعود هناك حاجة لإصدار أية صحيفة، فضلا عن أنه لا يرد استفسارات عديدة من الطلبة والمعلمين الواردة إلى صفحته على الفيس بوك، فرد مدير عام التربية والتعليم «ليس الهدف النشر، إنما الهدف هو الإصلاح، وجيد أنكم تتابعون صفحتي في الفيس بوك». ونفى مدير التربية وجود عجز في أعداد المعلمات والمعلمين، مبينا أن المدارس تشكو وجود فائض من المعلمات، ومن ناحية المعلمين فالأعداد متوافقة مع الاحتياج، حيث إن عددهم 21 ألف معلم، مقابل 350 ألف طالب، فالنسبة معلم لكل 16 طالبا، وهي نسبة معقولة حددتها وزارة التربية والتعليم. كما نفى الزهراني وجود طلاب يدرسون في الفترة المسائية، ما دعا أحد الكتاب الصحافيين لسؤاله «هل مدير التعليم يعيش في المدينة أو خارجها؟»، ليتراجع الزهراني عن نفيه «توجد حالات طارئة تلزمنا بنقل طلاب الفترة الصباحية إلى الدراسة عصرا، لفترة وجيزة». ورفض مدير التعليم الإجابة على سؤال حول أسباب تعيين مشرف وحيد في إدارة الإعلام التربوي، في الوقت الذي يوجد فيه سبعة مشرفين في إدارة تعليم تبوك، ومشرف في كل مكتب تربية في جدة. وبين الدكتور سعود الزهراني خلال اللقاء أن هدف وزارة التربية والتعليم الحالية هو نقل أجيال المستقبل إلى جيل معرفي بشراكة مكتملة مع الإعلام الذي يعد محورا أساسيا في العملية التربوية التعليمية، وأن التركيز سينصب بشكل مباشر على الطالب ومشاركة المجتمع في وضع البيئة المدرسية، وأن الوزارة بصدد العمل على اعتماد «مدرسة المستقبل»، وهي مدرسة ذكية قادرة على تنفيذ برامج الجودة، مؤكدا «الإعلام شريك رئيس ويوجد ارتباط وثيق بين وزارة التربية ووزارة الثقافة والإعلام عبر التوعية وتفعيل البرامج التربوية، وتفعيل كافة المهارات الحياتية للطلاب، وسيتم التركيز على النقد الاستراتيجي والبناء، والتعليم يستفيد بشكل مباشر من وسائل الإعلام عبر الطرح الجيد للموضوعات التعليمية التي تعتمد على الموضوعية والشفافية عبر النقد البناء الذي يصب في تطوير العملية التعليمية». وأفاد بأن الإدارة العامة للتربية والتعليم بصدد الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الإدارة العامة لتعليم البنات، حيث ستكرم الطالبات المتفوقات وستنظم العديد من الفعاليات التربوية، مشيرا إلى أن ربع الميزانية المخصصة لوزارة التربية موجهة لتدريب منسوبي التعليم، و«المعلم ركيزة استراتيجية رئيسة في رفع مستوى التعليم».