أمس، برفقة الصديقين فهد الخليوي وأحمد عائل فقيهي، أحسست بطعم الخذلان ونكهته وشكله المرير، أمس أحسست بالموت يتحول إلى شبح أعمى يترصد بالناس ويحرمهم رؤية اللحظة ما بعد الأخيرة، لترى رد فعل من يدعون ويزايدون ويكذبون ويراهنون وفي الأخير لا تجد سوى الكذب الفصيح والنفاق الأصيل. أمس تساءلنا جميعا: أين هم؟ أين اختفت أطيافهم ووجوههم؟ ألم تكن هذه اللحظة هي اللحظة الأكثر امتحانا للوفاء. ألم تكن هذه الساعة هي الموعد الأشد دلالة على الحب والود والصداقة. تساءلنا .. وزرعنا أشواك الأسئلة على طول الطريق الذي لم يكن طويلا .. ولكنه كان قاحلا، لأنهم لم يكونوا في تلك اللحظة عابرين فيه. كنا نحتاج لهم كي نتقاسم اللوعة ونقتسم مرارة الفقدان ولكن .. ذبلت الأسئلة دون أن تبزغ شمس الإجابات وبقينا لوحدنا فرادى في حضرة الغياب. فأي خذلان هذا .. لم نكن نزايد .. كنا نحتاج إلى زمن إضافي كي نستذكر مرارات الفقدان. هناك .. هناك فقط .. أحسست برعب الأصدقاء تخيلت نفسي وحيدا في حضرة الغياب. أي مرارة هذه المرارة التي لا طعم لها الآن إلا طعم الموت. أي خذلان هذا الخذلان الذي لا معنى له الآن إلا معنى اليأس من الأصدقاء والأصفياء والأوفياء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة