أوضحت الباحثة فوزية أخضر أن التحرش الجنسي لذوي الاحتياجات الخاصة من أكثر أنواع العنف والإيذاء التي تتعرض له هذه الفئات من قبل مؤسسات الإيواء والتعليم، أو في المنزل، أو من المحارم، أو المجتمع العادي، مشيرة إلى أن المشكلة في الماضي كانت مستترة ومخفية. وقالت في محاضرتها «أسر من نوع آخر»، في القسم النسائي في مركز التنمية الاجتماعية في محافظة الدرعية، بعد أن تحولت هذه المشكلة إلى ظاهرة، فإنها تشكل خطرا كبيرا على هذه الفئات، وعلى أسرهم، ولذا لا بد أن نبعد ثقافة العيب، ونطرح الظاهرة للنقاش، مبينة «لا يقتصر حماية هذه الفئة من العنف والتحرش الجنسي فقط، بل حمايتهم من الإيذاء المعنوي والاجتماعي والنفسي الذي يتعرضون له». وناقشت المراحل التي يمر بها المعوق قبل أن يتحول إلى ضحية جنسية، وهي: الاعتداء عليه، التحرش الجنسي به، السرية، مشيرة إلى أن أكثر من يتعرض للاعتداءات الجنسية هم فئات الإعاقة العقلية، ثم الجسدية، ثم البصرية، ثم السمعية. ألقت أخضر اللائمة على الإعلام، متهمة إياه بأنه يركز في برامجه المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة على الأفلام والمسلسلات التي تسخر من إعاقاتهم، وجعلهم مثارا للضحك والنكت. وأوضحت أخضر، أن الإعلام لم يلق الضوء على مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم وإيجابياتهم، بل ركز على عجزهم وقصورهم أكثر من قدراتهم ومواهبهم، ولم يضع قنوات خاصة بهم، أو برامج كافية لمناقشة مشاكلهم، واكتفى فقط بتغطية الحدث في أوقات معينة، ولم يركز بصورة كافية وصريحة على العنف والإيذاء والتحرش الذي يتعرضون له في مؤسسات الإيواء وفي المنازل. وانتقدت الخدمات المقدمة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أننا لم نقدم لهم من الخدمات إلا اليسير، فلم نهتم بمشاعرهم النفسية، ولم نحافظ على كرامتهم، ولم نتطرق لحقوقهم في العمل والزواج والطلاق، ولا إلى مشاكلهم، ومراهقتهم، والإيذاء والعنف الذي يتعرضون له، ولم نحاول معرفة السلوكيات السلبية التي تصدر عنهم. وتطرقت أخضر إلى المراحل التي تمر بها الأسرة التي رزقت بطفل معوق، موضحة أن الأسرة تختلف فيما تقدمه لطفلها المعوق، من حيث المستوى الديني والاقتصادي والثقافي والمادي، فتمر بعدة مراحل: الإنكار، التصديق، الشعور بالذنب، اليأس، الاكتئات، المغالطة، الخجل، الخوف من المجهول، ثم الاستجابة والقبول لرضى الله.