صراحة، كنت أفكر بجد أن أطلب من مدير تحرير الشؤون الرياضية في «عكاظ» أن يوافق على أن أترك مساحة مقالي اليوم خالية تماما، وأن أكتفي بعنوان أنا أحتج!! لأن صدمة الخميس لن تكفيها كلمات في مقال، وأردت أن أسجل غضبي على ما وصلت له حالة المنتخب بطريقة الصمت على الورق، بعد كل الحديث المكتوب والمسموع الذي يحذر منذ أشهر طويلة، ولكن لم تحدث استجابة فوقعت الصدمة الكبيرة.. ومهما قلت فلن أصل إلى جديد، فمن تحدثوا وسطروا آراءهم منذ الساعة السادسة مساء الخميس قالوا ووصلوا إلى حيث نريد كلنا، ولكن هل وجدوا من استمع لهم، أم أن الموضوع تحول إلى ما يشبه (التطنيش)، هنا لن أتحدث عن آراء في المنتخب وما يجب، ولكن سوف أطلب من صاحب القرار الأهم أن يرصد كل الآراء التي قيلت منذ أشهر ثم يقارنها بالنتيجة، وأن يحصر آراء ما بعد الخروج المذل من آسيا، ثم يبدأ بالعلاج الذي يجب أن لا يتجاوز أحدا مهما كانت صفته، هنا نريد أن نعيد رياضة الوطن إلى أن تكون في الواجهة، خصوصا وهي متنفس مهم. فمن يشاهد زحف كل أولئك الآلاف إلى قطر في لقاء الأردن، رغم المستوى الهزيل والهزيمة المريرة أمام سوريا، يجد فعلا أن كرة القدم تعني شيئا مهما لأبناء المملكة، في ظل ضعف البدائل الأخرى!! فمن استفاد من كرة القدم محليا هم فقط أشباه اللاعبين والسماسرة الذين رفعوا أسعارهم، والحزن وقع على من يجد في منتخب وطنه هواء يتنفسه. أعيدوا لمن صدم بما وقع ثقته، ودعوا من يجد المبررات سنوات طويلة سبيلا للخروج من إخفاقاته يدفع ثمنا باهضا، فالصمت الذي كنت أريده لمقالي اليوم لم يعد مجديا، فالكل يصرخ وينتظر مجيبا. اعتزال المخفقين عندما سمعت خبر عزم عدد من اللاعبين الذين أسهموا في الإخفاق في الدوحة بالاعتزال دوليا ضحكت، وشر البلية ما يضحك فعلا إن حدث، فهؤلاء الذين تجدهم كجلمود صخر على رأي (امرئ القيس) في مباريات أنديتهم كانوا غير ذلك أمام سورية والأردن، والآن يريدون أن يقنعونا بأنهم حزنوا وقرروا الاعتزال، وهنا نقول لمن صبر على من ضمنوا المراكز هذه النتائج، وستجد هؤلاء المخفقين نجوما فوق العادة في مباريات فرقهم المقبلة، وهنا لا أعترض، ولن احتج بمساحة فارغة، ولكن سوف أقول إن الدرس الموجع يجب أن يكون انطلاقة النجاح في المستقبل، بشرط أن نعالج حقيقة الخلل. الإعلام المقصر لم يسجل الكتاب فرصا أتيحت لهم، وتخاذل المحللون في البرامج بالتغطية أمام مرمى المنتخب، وتباطأ المراسلون في الرقابة على الخصوم، فتلقينا الخسارة. فعلا، إن بعض الأعذار مخجلة، وخصوصا من جعل الإعلام سببا من أسباب الخسارة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 222 مسافة ثم الرسالة