لو كانت فرق التفتيش والمراقبة تطارد البضائع المغشوشة والمقلدة والفاسدة في الأسواق التجارية والغذائية وأسواق قطع غيار السيارات والآلات، بنفس حماسة مطاردتها لباعة الخضار الجائلين، لكان المستهلك بألف خير!! لكن سبحان الله لاحظوا كيف تظهر هذه الحماسة في مطاردة رزق أمثال هؤلاء البسطاء الذين يلازمون مزادات الخضار منذ صلاة الفجر، فيقضون بقية يومهم على أرصفة الشوارع تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة في الصيف أو في مهب الرياح الباردة في الشتاء ليخرجوا قوتهم يوما بيوم، بينما يسرح ويمرح هوامير الجشع والغش والتقليد بلا حسيب ولا رقيب لينهلوا من جيوبنا، متسلحين برخصهم التجارية التي تحولت إلى أسلحة لتحقيق رغباتهم وجسور لعبور أطماعهم!! لست هنا أتسامح مع مخالفة الأنظمة البلدية والتجارية التي تنظم عمليات وأماكن وقواعد البيع والشراء، وخاصة الخضار والفواكه التي خصصت لها أماكن مفتوحة لكل طالب رزق في أسواق الخضار، ولكنني أقارن فحسب بين مزاجية وحماسة المراقبين في تطبيق القانون ومطاردة المخالفين!! كم أتمنى أن أجد هذه الحماسة التفتيشية متفجرة في كل مسلك يسلكه مخادع غشاش يبيع الوهم للناس، بدلا من أن يقتصر فرد العضلات على صناديق الكوسة والجزر و«الحبحب»!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة