فقدت الحكومة اللبنانية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري أمس نصابها القانوني لتصبح بحكم المستقيلة دستوريا وذلك بعد استقالة 11 وزيرا، 10 منهم يمثلون قوى 8 آذار وواحد محسوب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان وهو وزير الدولة عدنان السيد حسين. وبالتالي فمن المتوقع أن يدعو الرئيس سليمان إلى استشارات نيابية ملزمة لاختيار شخصية سنية لتشكيل حكومة جديدة وذلك بعد أن يعلن رسميا قبوله استقالة الوزراء. وزراء الثامن من آذار وبعد اجتماعهم أمس في منزل النائب ميشال عون في الرابية عقدوا مؤتمرا صحافيا تلا في نهايته الوزير جبران باسيل بيانا باسمهم جاء فيه: «في ظل النتائج التي وصلت إليها الأمور لمعالجة الأزمة والضغوط الخارجية الأمريكية، ورغم التجاوب الذي أبديناه والذي جوبه بالامتناع من الفريق نفسه المعطل للحكومة، ومنع الحكومة من ممارسة دورها الفعلي، وعرقلة شؤون الناس، وبعد قيامنا بمحاولة أخيرة بالطلب لعقد جلسة للحكومة، وجوبهنا برفض الفريق الآخر، فقررنا فسح المجال أمام قيام حكومة تستطيع القيام بواجباتها وتأمينا للعدالة الحقيقية، يتقدم الوزراء الحاضرون باستقالتهم من هذه الحكومة. في غضون ذلك غادر الحريري بعد اللقاء واشنطن متوجها إلى باريس حيث يفترض أن يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم، بحسب ما أفاد مكتبه الإعلامي. من جهة أخرى، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن استقالة أفراد المعارضة من الحكومة سيشق الصف اللبناني في هذه المرحلة التي نحن في أحوج ما نكون فيها لوحدة الصف. محذرا من تداعيات استقالة عدد من الوزراء اللبنانيين وخطرها على وحدة الصف اللبناني. وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة أمس إلى أن الاتصالات السعودية السورية هدفها السعي لمساعدة لبنان على الاستقرار والتفاهم؛ ولكن مهما كانت الاتصالات ومهما كانت المحاولات، فالمسؤولية تقع على عاتق الإخوة اللبنانيين أنفسهم. من جهة أخرى، حمل الفيصل الكيان الإسرائيلي مسؤولية فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وذلك نتيجة لسياستها المتعنتة والخروج عن الشرعية الدولية. وقال سمو وزير الخارجية في حديثه عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إن إسرائيل مصرة على الاستمرار في بناء المستوطنات وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية والتنكيل بالشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بالعراق شدد الفيصل على أن سياسة المملكة ستظل داعمة لاستقلال وسيادة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامته الإقليمية ووحدته الوطنية بمنأى عن التدخلات الخارجية. وعبر عن أمله في أن تتحقق هذه الأهداف في ظل الحكومة العراقية الجديدة.