حمّل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الكيان الإسرائيلي مسؤولية فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وذلك نتيجة لسياستها المتعنتة والخروج عن الشرعية الدولية. كما حذر من تداعيات استقالة عدد من الوزراء اللبنانيين وخطرها على وحدة الصف اللبناني. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه أمس في أنقرة مع معالي وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو عقب محادثاتهما في إطار زيارته الحالية لجمهورية تركيا. وقال سمو وزير الخارجية في حديثه عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي (إن إسرائيل مصرة على الاستمرار في بناء المستوطنات وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية والتنكيل بالشعب الفلسطيني). وقال سموه (إن هذا الفشل يقودنا إلى طرق سبل بديلة وإنتهاج سياسات جديدة تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتفضي إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف). ودعا سموه المجتمع الدولي إلى دعم هذا التوجه بالإرادة الدولية الجادة خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. وفي تعقيب سموه على الوضع في لبنان، قبل إعلان استقالة عدد من الوزراء رسميا قال (إننا نعتبر صادقين أن استقالة أفراد المعارضة من الحكومة سيشق الصف اللبناني في هذه المرحلة التي نحن في أحوج ما نكون فيها لوحدة الصف). وبشأن الاتصالات السعودية السورية أوضح سمو وزير الخارجية أن هدفها السعي لمساعدة لبنان على الاستقرار والتفاهم؛ ولكن مهما كانت الاتصالات ومهما كانت المحاولات، فالمسؤولية تقع على عاتق الأخوة اللبنانيين أنفسهم. وفيما يتعلق بالعراق شدد سموه على أن سياسة المملكة ستظل داعمة لاستقلال وسيادة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامته الإقليمية ووحدته الوطنية بمنأى عن التدخلات الخارجية. وعبر عن أمله في أن تتحقق هذه الأهداف في ظل الحكومة العراقية الجديدة. بدوره أكد معالي وزير الخارجية التركي أهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في المنطقة وخاصة الأزمة اللبنانية والملف الفلسطيني وقال (إن من المهم التشاور مع المملكة لصياغة سياسة مشتركة للتوصل إلى حلول للأزمات الإقليمية الساخنة). وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قد وصل إلى أنقرة يوم أمس الأول في زيارة لجمهورية تركيا.