أفادت الشاعرة السودانية روضة الحاج أن الشاعرات السعوديات فرضن أنفسهن على مشهد الشعر العربي، مؤكدة أن بروز السعوديات في المسابقات الشعرية التي نظمتها بعض القنوات العربية أخيرا، خير دليل على تميزهن. وأضافت الحاج، لدى تكريمها البارحة الأولى في اثنينية عبد المقصود خوجة في جدة «أنا أعرف الكثير من الأسماء المميزة سواء في الشعر النبطي أو الفصيح من المملكة، وهذا ليس بغريب على منطقة أنجبت الخنساء وغيرها من الأسماء الشعرية النسائية التي تفضل علينا المؤرخ العربي فذكرها». وزادت روضة الحاج «أنا سعيدة جدا بكثير من الأسماء التي استمعت إليها، والشاعرة الدكتورة بديعة كشغري أنموذج لهؤلاء الشاعرات». روضة الحاج تحدثت عن طفولتها في مدينة كسلا التي وصفتها بأجمل المدن في شرق السودان وعن والدها الذي تأثرت به وبذائقته الشعرية، وأشارت إلى أنه كان يجيد فن الدوبيت، وهو فن إلقاء الشعر باللهجة السودانية الذي يشترك في الإيقاع مع بعض البحور الشعرية العربية، كما تأثرت بوالدتها التي كانت نهمة للقراءة أيضا. وقالت إن حضور المذيعة ولد في داخلها في السادسة من عمرها، عندما كانت تقدم طابور الصباح، واستمر معها إلى أن امتهنت الإعلام. ولم تخف الشاعرة السودانية ألمها وتأثرها بالأوضاع السياسية في السودان، قائلة «أحزن لكل ما يحزن في وطننا العربي والإسلامي، وما أكثر ما يبعث على الحزن، وليس ذنبي إن كان الشعر وسيلة للتعبير عن هذا الحزن». وشهدت الأمسية عددا من الكلمات الاحتفائية التي سلطت الضوء على تجربة الشاعرة، حيث بدأها عبد المقصود خوجة مؤسس الاثنينية، قائلا «سعداء أن نلتقي الليلة تكريما وتوثيقا لصوت شعري نسائي شق طريقه بثقة في دوحة الأدب العربي المعاصر»، مشيرا إلى أن الشاعرة حضرت من السودان تلبية لدعوة الاثنينية. وأضاف «القصيدة عند ضيفتنا الكريمة قضية ورسالة، توظف لغة أنثوية، يفترض أن تسري نعومة ودلالا بين الخدر وفتيت المسك». ورحبت الشاعرة بديعة كشغري بروضة الحاج عبر قصيدة جميلة استهلتها: في جمعنا رقص القصيد مرارا لكنه هذا المساء تبارى جمع الأحبة والقوافي عطرهم في روضة نشروا الشذا أشعارا خنساء سودان تهل فمرحبا في جدة المقصود حلت دارا وتساءل الدكتور عبد الله مناع في كلمته عن غياب الشعر في السودان منذ سنين طويلة، رغم وجود النيلين هناك، باستثناء قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، وأشار إلى قصيدة أغدا ألقاك التي غنتها أم كلثوم وهي للشاعر «الهادي آدم» رغم أنها أيضا لم تكتب للنيل. وتحدث مناع عما يشبه الانفصال بين الثقافتين السعودية والسودانية رغم أن الفاصل الجغرافي بين البلدين ليس إلا البحر الأحمر، معبرا عن بالغ أسفه أن تتزامن هذه الأمسية مع اليوم الثاني من الاستفتاء على انفصال جنوب السودان. وأوضح الدكتور عبد المحسن القحطاني أن روضة الحاج صاحبة قضية فهي تهتم بقضايا المرأة العربية والوطن، مشددا على أن المرأة العربية شامخة وطامحة ووفية