دق مراقبون جرس الإنذار في منطقة عسير، وذلك بعد انتشار رقعة المخططات العشوائية في محافظات عسير الجنوبية، وازدياد مساحات بناء المنازل السكنية بشكل عشوائي يفتقد للمعايير الهندسية السليمة، وأكدوا أن الخطر يكمن في وقوع عدد من هذه المخططات في مصبات السيول والأودية، ما ينذر بوقوع كوارث طبيعية لا تحمد عقباها. وتشهد مدينتا أبها وخميس مشيط ومحافظات أخرى في كل يوم مزيدا من البنايات العشوائية والتخبط العمراني البعيد عن أعين الرقابة، وأكد عدد من الأهالي أنه لا يمكن التنبؤ بالمخاطر التي قد تنتج في هذه المخططات في حال تعرضت المنطقة للأمطار والسيول، وحمل المواطن ظافر الشهري البلدية مسؤولية أية كارثة قد تحدث في هذه المخططات، وطالب الجهات الحكومية بالمزيد من الرقابة والاهتمام. أما المواطن ناصر الشهراني فيطالب بوضع أسس ومعايير تنظم عملية البناء في المنطقة لا سيما في بطون الأودية التي تشهد انتشارا هائلا للمباني دون مراعاة معايير السلامة، خاصة أنها في طريق السيول الناتجة عن الأمطار، وفي هذه الأثناء بدأت مجموعة من الأهالي في منطقة عسير التشاور بغرض تشكيل لجان لمطالبة الأمانة باتخاذ إجراءات عاجلة تكفل سلامة وأمن المواطنين. وعلمت «عكاظ» أن عددا من المهتمين ينوون تشكيل لجنة تضم مهندسين معماريين وخبراء لمطالبة الجهات الرسمية، وخصوصا أمانة منطقة عسير، بوضع خطط عاجلة وسريعة تكفل سلامة المواطنين، بالإضافة إلى إنشاء مراكز سريعة للخدمات العاجلة في حال تعرضت المدينة إلى كارثة كتلك التي تعرضت لها جدة. وطالب عدد من أبناء المنطقة بإنشاء إدارات مستقلة للأزمات تتولى وضع المشاريع الآمنة وتضمن عدم حدوث كوارث مستقبلية، وأكدوا على أهمية الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا الشأن لا سيما تلك التي تمتلك خبرات سابقة في التخطيط والعمران، لتتولى عمل دراسات ميدانية تشمل وضع كافة السبل الكفيلة بعدم حدوث كوارث طبيعية. وكان رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الزهراني عقد أخيرا اجتماعا مطولا، حضره مساعد الرئيس ووكلاء البلدية ورؤساء الفروع، وتمحور الاجتماع حول الوضع الحالي للأودية ومجاري السيول والعبارات، وتضمن مطالبات بمعالجة ترسبات مياه الأمطار في بعض المواقع وإيجاد خطة دائمة لتصريف مياه الأمطار بشكل سريع، كما تم خلال الاجتماع تشكيل فريق طوارئ ميداني يعمل على مدار ال 24 ساعة ويتواجد في كافة أرجاء المحافظة ويستقبل البلاغات عن طريق غرفة العمليات.