في إطلالة سريعة على المشهد الإعلامي السعودي، وتحديدا السوق الإذاعي بعد دخول قنوات الإف إم الجديدة إلى سوق المشاهدين، يتضح بالرغم من حداثة التجربة، وقصر البث التجريبي للقنوات الجديدة، أن دخول الإذاعات إلى سوق المستمعين كان خافتا بشكل يثير القلق، ويطرح العديد من الأسئلة والتساؤلات عن انخفاض درجة التنافسية والتأثير في سوق جماهير الإف إم واتجاهاتها. فقد باشرت أغلب الإذاعات الجديدة مشروعها الإعلامي، دون حملات إعلامية أو إعلانية للتعريف بالقنوات وخارطتها البرامجية، بل وكيفية التقاط بثها عبر موجات الراديو أو شبكة الإنترنت، فكثير من الناس لا يعلم عن انطلاقة تلك المحطات حتى الآن، وأماكن بثها. كما يتضح للمراقب والمستمع أيضا الضعف الحاد للخارطة البرامجية لبعض القنوات، وتواضع مستوى بعض المعدين والمذيعين، والاكتفاء أحيانا ببث أغان كلاسيكية، دون برامج تنافسية فاعلة وجاذبة للمستمع ومن ثم المعلن الذي يشكل الهدف الرئيس في تمويل المحطة. واللافت في مشروع الإذاعات الجديدة، هو عدم تحديد شرائح الجمهور المستهدف بدقة في بعض القنوات، للتفاعل معه والوصول إليه، لذلك نجد هذا الأمر انعكس سلبا على فاعلية الخارطة البرامجية، وتناسخها بين القنوات، والتركيز على عنصري (الأغنية) و(الحوار) في المادة الترفيهية، وهذا الأمر قد تتميز به قنوات تملك أرشيفا غنائيا ضخما، وقنوات تملك تجربة حوارية ثرية وأسماء لامعة ذات جماهيرية، ما يعني أهمية رفع الأداء التنافسي، عبر مبادرات تسويقية جديدة، وبرامج شبابية تفاعلية، وبلورة هوية كل قناة على ضوء جمهورها المستهدف بالمعنى الجغرافي أو الاجتماعي. فالمقياس ليس فقط مجرد البث الإذاعي بحد ذاته، بل المعيار الأساس هو تحقيق التأثير والجماهيرية، وتسجيل إضافة نوعية إلى صناعة الإعلام الوطني، وهذا الأمر يتطلب مزيدا من الاستثمار في صناعة (محتوى) الإف إم، خاصة في الجانب التشغيلي والتسويقي، وعبر حلول إعلامية جاذبة جماهيريا، فالسوق الإعلاني (الإذاعي) قادر على استيعاب القنوات الجديدة، وبحجم إعلاني يتجاوز المائتي مليون ريال للإذاعات الناجحة، بعد أن توسع السوق بانضمام القنوات الجديدة.. ولكن النجاح يتوقف هنا، على كيفية إدارة القنوات، وسياساتها الإعلامية والتسويقية وقدرتها على الوصول إلى الجمهور والتأثير فيه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة