استعان الدفاع المدني أمس بخبراء من شركة أرامكو لإيجاد حلول سريعة للوصول إلى الفتاة المفقودة داخل بئر مقر شنيف، ووصل سبعة خبراء على طائرة خاصة صباح أمس إلى الطائف وتم نقلهم إلى الموقع، حيث أبدوا مرئياتهم حول الحادثة والطرق المثلى للوصول إلى الفتاة. ميدانيا، تسببت طبقة صخور صلبة في تأخير أعمال الحفر التي تنفذها الشركة العالمية وتم استخدام الحفار السابق لتكسير الصخور قبل أن يعود حفار الشركة العمل، وقالت مصادر ل«عكاظ» بأن عمق البئر الجديدة التي يجري حفرها بلغ 20 مترا حتى ظهر أمس، وذلك بعد مرور أكثر من 36 ساعة من بدء عمليات الحفر عن طريق الشركة العالمية وهي المسافة نفسها التي وصل لها الحفار منذ مساء الجمعة، حيث تباطأ عمله نتيجة الطبقة الصخرية الصلبة والتي كشفها معدل الصخور الذي جرى استخراجه من قاع البئر. من جهته، أكد ل«عكاظ» مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، أن مهندسي الدفاع المدني والخبراء الجيولوجيين توصلوا إلى أن الحل الوحيد لاستخراج الفتاة يتمثل في حفر بئر جديدة بشكل أوسع ومن ثم النزول وفتح طريق للبئر التي سقطت داخلها الفتاة والعمل على إخراجها، وبين أن عمليات الحفر تجري في البئر الجديدة على قدم وساق مع توفر كافة الإمكانيات والأجهزة المتطورة، وعن خبراء أرامكو أوضح اللواء زمزمي، بأنه يجري معهم التباحث وأخذ الاستشارات حول الطريقة الأنسب للحفر وكافة الأمور المتعقلة بالبئر الجديدة. من جهته، دعا الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في الطائف المقدم خالد القحطاني أصحاب الآبار الارتوازية في الطائف إلى تأمينها ورفع فوهة البئر سواء الارتوازية أو العادية مع إحكام تغطيتها لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، وكشف القحطاني عن حملات توعوية نظمت في هذا الخصوص للتأكد من التزام الجميع بذلك، وذكر أن عوائق جمة واجهت الدفاع المدني حول أوضاع بعض الآبار الارتوازية المكشوفة، منها تعدد ملاكها من الورثة أو حدوث منازعات من البعض، مؤكدا أن الدفاع المدني سيتعامل مع الموقف بكل حزم وبحسب ظروف كل حالة حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين. وفي السياق ذاته، استبعد المستشار القضائي والعلمي للجنة العالمية للصحة النفسية الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، سقوط فتاة مقر شنيف في البئر. وقال في حديث ل«عكاظ»: «أرجح أنها لم تسقط في البئر، كما أني استبعد تماما من خلال تجاربي القضائية والجنائية ومعاينتي بعض الأشياء أن يكون الجن اختطفوها». وزاد: «ربما يكون لدى الفتاة خلل في العقل لا يظهر لأهلها، وغالبية الأسر لا يفرقون بين الأمراض العقلية والنفسية والمس، فهي هربت ولجأت إلى إحدى الأسر وأخذتها إلى مكان بعيد، أو قد تكون اختطفت بقوة وأبعدت عن القرية». وجزم بأن الفتاة إذا كانت سقطت في البئر فإن الماء بها مادة كبريتيه تعادل ما يقارب 70في المائة من المواد الحمضية، وهذا كفيل بتحلل العظام واللحم مباشرة، وخاصة في المياه القديمة. واستشهد بالحادثة التي وقعت أخيرا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة عندما شفطت أحد الآبار التي يبلغ عمقها 55 مترا وقطرها خمسة أمتار شابا عمره 14 عاما، وتأكد سقوطه في البئر بنسبة 100 في المائة، واستعانوا بشركات حفرت حول البئر بعمق 75 مترا، غير أنهم لم يعثروا على الشاب. من جهته، حض شقيق الفتاة المفقودة بدر سعيد الذيابي على ضرورة تسريع أعمال الحفر لاستخراج شقيقته المفقودة، وأضاف «نحمل الشركة العالمية المسؤولية كاملة، حيث تأخرت عن الوصول لأكثر من يومين وتطلب بدء عملها يوم كامل ومع بدء العمل ورغم مرور 36 ساعة لم تصل عمليات حفر إلا ل20 مترا فقط». وبين أن الحفار الضخم توقف صباح أمس متعللا بالصخور وتمت الاستعانة بالحفار القديم لتفتيت الصخور مستغربا مع ضعف قدرات الشركة العالمية التي تحدثوا عنها كثيرا، وناشد المسؤولون في الدفاع المدني إلى ضرورة إيجاد طريقة سريعة يتم من خلالها إنهاء معاناتهم واستخراج ابنتهم التي مضى على سقوطها في البئر سبعة أيام. وعن حياة شقيقته قال: إن أم كادي البالغة من العمر 30 عاما استغاثت بمرافقاتها قبل أن تهوي في قاع البئر، وأضاف أنها من خريجات معهد المعلمات، وحريصة على أداء الصلاة، كما أنها أدت فريضة الحج أخيرا بصحبة زوجها وكانت بارة بوالديها.