هذا الكتاب من تأليف أحمد رشيد وهو يتناول التركيز من خلال «طالبان: الإسلام المليشيوي» على محورين هما النفط والأصولية في آسيا الوسطى. ومن ناحية أخرى فهذا الكتاب هو من بين آلاف الكتب الصادرة حديثا عام 2010 عن مطبعة ييل بأمريكا في أكثر من 300 صفحة. عمل المؤلف مراسلا صحافيا للشأن الاقتصادي في الشرق الأقصى، وقال عنه كريستوفر هيتشنز في مجلة فانيتي فير إنه من أشجع الصحافيين حيث تابع الموقف داخل أفغانستان منذ عام 1979، كما عمل لاحقا في الواشنطن بوست والكريستيان ساينس مونيتور، وهو من خلال كتابه يضيء الكثير من تداعيات الغموض التي تلف الحركة الأكثر تشددا وتطرفا في منظومة العالم الإسلامي. يقول متخصصون صحافيون من صحيفة نيويورك تايمز في متابعات فكرية إن هذا الكتاب بيع منه أكثر من مليون ونصف نسخة في أرجاء متفرقة من العالم، فهو يستند إلى تجارب وخبرات ميدانية للمؤلف ووثائق مكتوبة باللغة الإنجليزية ومن خلاله يوضح المؤلف رشيد كيف وصلت طالبان إلى السلطة، وهو يجيب بموضوعية على أسئلة تتناول التأثير الطالباني على المنطقة ليس على أفغانستان الداخل وإنما على منطقة آسيا الوسطى. ومن ناحية أخرى يشرح الكتاب الدور الطالباني في مجال النفط وقرارات شركة الغاز ، وآثار تغير الموقف الأمريكي تجاه طالبان، كما أنه يصف الوجه الجديد من الأصولية الإسلامية، ناهيك عن تناولاته الفكرية حول لماذا وكيف أصبحت أفغانستان مركزا عالميا للإرهاب الدولي. هنا ومن خلال سرديات الكتاب بتوثيقات رسمية عثر عليها المؤلف يمكنك الحصول على أجوبة وإفادات حول كيف استعادت حركة طالبان قوتها وكيف انتشرت الحركة عبر آسيا الوسطى، هذا عدا كيف ساعدت طالبان في انتشار القاعدة داخل أوروبا. وهكذا يخلص المؤلف أن أفغانستان كانت جزءا من اللعبة الكبرى للإمبريالية في القرن 19 ، وهي لا تزال اليوم تحتل دورا ببعد آخر في إطار الأهمية الاستراتيجية، فيما يؤكد الكاتب أن أهمية أفغانستان تتزايد بحسب الأولوية التي تحظى بها في الأجندة الأمريكية. غير أن المؤلف يصف طالبان أنها دولة فاشلة وتهدد بزعزعة استقرار جيرانها على حد سواء من خلال تصدير المخدرات والتطرف والتردي الآيل إلى ذرائعية الجهاد والفوضى..