فقد نادي بيش الرياضي التابع لمنطقة جازان بريقه الذي كان يميزه عن أقرانه من الأندية، بعد أن ساهم الإهمال في انحداره إلى مستوى الهاوية، ليكون ملاذا للمتطفلين من مجهولي الهوية، إلى جانب مدمني المخدرات الذين وجدوا في أركان النادي المكان الملائم لممارسة هواياتهم البعيدة كل البعد عن الرياضة، ليجد النادي الذي تأسس في العام 1384ه وحقق العشرات من البطولات المحلية على مستوى المنطقة، نفسه خارج إطار الرياضة، باثا شكواه ومعاناته لأبنائه الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى يحتوي مواهبهم وإمكانياتهم، «عكاظ» زارت النادي ووقفت على حالته عن قرب، لتكتشف غرف خاوية مهجورة وملاعب بعمر ال12 عاما لم تعد صالحة لممارسة أي نوع من الرياضة، بالإضافة إلى لاعبين يائسين مثقلين بالهموم، لتفتح قضية أشغلت أبناء المنطقة كثيرا، والذين أوضحوا أن النادي يفتقر لمقر نموذجي، وألعابه تتدرب في أماكن مختلفة تبعد كل لعبة عن الأخرى ما لا يقل عن عشرة كيلو مترات، في هذا التقرير نستعرض أبرز عوائق النادي وآراء المنتسبين إليه في السطور التالية: اللاعبون: بحاجة لتغيير يقول اللاعب عبدالله العريشي وهو من أبرز لاعبي القدم: النادي يحتاج إلى ثورة شاملة، فهو موجود بالاسم فقط وعلى سجلات رعاية الشباب، وخلاف ذلك فهو وهم، وتابع «أطالب بتشكيل لجان وليست لجنة لمتابعة النادي الذي أصبح ملاذا للمجهولين ومدمني المخدرات وغيرهم، ولم يعد تمارس فيه الأنشطة الرياضية منذ فترة طويلة، حتى شكوانا التي وصلت إلى مكتب جازان لم تلق أذانا صاغية، بل وصل الأمر بهم لدرجة الاستهزاء، ولم يعرونا أي اهتمام، وها هو نادينا أمام الرأي العام الرياضي السعودي موقفه مأساوي، وعن الإدارات، قال «مع الأسف سيئة جدا ما عدى القليل منها، وهذا يتطلب سرعة التدخل لإنقاذ رياضة محافظة بيش من الاحتكار والمصالح، واحتواء شباب المحافظة من الضياع، بعد أن أصبح نادي بيش لا يخدم سوى من ينتسب إليه فقط». فيما قال اللاعب مروعي ملاحي «فريق القدم يتدرب مع الأسف في استراحة لمواطن، والألعاب الأخرى كل لعبة تتدرب في موقع آخر وصالات خاصة، كما أن الإدارة لا تهتم إطلاقا بالشباب وترتيب مقر للنادي ولا نعلم ما هي الأسباب»، مشيرا إلى رغبة أبناء النادي في تكوين مقر نموذجي ومميز يخدم نجوم المنطقة واللاعبين، بدلا من ضياع السنوات تلو الأخرى في تدمير النادي بدلا من بنائه. وأضاف اللاعبون حسن حقوي وعبدالعزيز بحري ويحيى البيشي: إن الإمكانات غير متوافرة واللعب يأتي بجهود ذاتية وعلى ملاعب مستأجرة، مما ولد إحباطا شديدا لدى كل محبي النادي. ضيف الله: نعمل لإعادة النادي فيما قال رئيس النادي إبراهيم ضيف الله «نحن إدارة جديدة لم يمض عليها سوى عام تقريبا، وعلينا ديون سابقة تجاوزت 400 ألف ريال تقريبا، ووجدنا العديد من المصاعب ونعمل حاليا لعودة النادي لوضعه الطبيعي، فنحن نحل المشاكل الماضية تدريجيا وسنساهم قريبا في إكمال المقر وبنائه البناء الكامل وتنتهي معاناة نادينا نهائيا»، معترفا أن عددا من الألعاب تؤدى تدريباتها في ملاعب متفرقة والبعض منها مستأجر؛ معللا ذلك بضعف الميزانية التي لا تتجاوز سنويا 170 ألف ريال كإعانة مقطوعة، وقال نائب الرئيس إبراهيم خواجي «نحتاج للوقت لنؤدي بعض طموحاتنا في بناء النادي». اعتماد ميزانية المقر وأوضح مدير مكتب رعاية الشباب في منطقة جيزان حامد السريعي، أن النادي يمارس ألعابه في منشأة مستأجرة حاليا على حساب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقد تم عمل الملاعب بجهود ذاتية، وسبق وأن تمت مخاطبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب حول إنشاء مقر لنادي بيش، وتم اعتماد ميزانية مخصصة للمقر وسيتم تنفيذها في القريب بعد اكتمال نادي اليرموك، مبينا حرص أمير منطقة جيزان ومتابعته الدائمة حول هذا الشأن وكل ما يخص الشباب والرياضة. الجماهير: أين الرعاية واعتبر محمد مريع (أحد الجماهير)، ما يحدث نتيجة خلافات بين الرئيس السابق رجل الأعمال إبراهيم مريع وأحد مشايخ بيش، وها نحن نرى وضع النادي الذي للأسف لم تتابع الرئاسة شؤونه جيدا، ويحتاج إلى عناية كبيرة بعد اعتصار أبناء المحافظة ألما وحزنا على وضع ناديهم»، فيما تساءل أحد جماهير النادي ويدعى علي مهدي، أين النادي؟! وهل في محافظة بيش بالفعل ناد تابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأين دور مكتب رعاية الشباب في نقل المعاناة، وهل رصدوها أم أنهم غائبون ويدفنون المعاناة بدلا من حلها؟.