أنصت مع الجميع لخطبة الجمعة فى شغف بالغ واقعين تحت تأثير جاذبية الكلمة وروعتها من لدن الخطيب الشيخ سامي عيد؛ إذ تعرض لموضوع فى غاية من الأهمية، مرجعه فى ذلك الدكتور خالد بن سعود الحليبي، وخرج الجميع بانطباع إيجابي سينعكس أثره على أسر وأبناء كل من سمع هذه الخطبة .. وهذا هو ما نرجوه من خطيب الجمعة ومن الموضوع الذى تطرق له؛ ليكون إسهاما مباشرا فى وضع النقاط على الحروف. الخطبة (ألعاب الفيديو الخطر والبديل): مأزقنا مع أطفالنا يكمن في أنهم يعيشون في زمن تبعثرت فيه الحدود بين الثقافات، فلم يعد هناك مجال لخصوصية الثقافة في أي مكان في العالم، زمن قال فيه الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه (لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه)؛ ولذلك نعيش معهم جهاداً مستمراً لدرء الأخطار عنهم، من أية جهة كانت، وهو واجب شرعي خلقنا الله من أجله، وكلفنا به بقوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة... ) وقوله صلى الله عليه وسلم (والرجل راع فى أهل بيته ومسؤول عن رعيته)؛ لذلك نحاول أن نقدم لأبنائنا كل ما هو مفيد ونافع وممتع لهم دون أن يمسهم أذى تلك الثقافات التي لوثت حتى الهواء الذي يتنفسونه. إخوتي فى الله إن كثيراً من الأمور التي تحيط أطفالنا وأبناءنا هي في نظرنا مجرد تسليات ليس لها معنى، فى الوقت الذي نتألم فيه كثيرا للأمور التي تنتج عن إهمالنا فى عدم متابعتهم؛ كالآثار الصحية التي نراها على أجساد أولادنا، أو الضعف الدراسي الشديد الذي تفشى في صفوف البنين على وجه الخصوص، ولسنا هنا بصدد تحريم ألعاب الفيديو؛ فقد أفتى العلماء بجوازها بالضوابط الشرعية .. فهى سلاح ذو حدين، وقد أثبتت التجارب وأكد الخبراء أن لها آثارا إيجابية فى تنمية الذكاء وعمق التفكير وعدم التسرع والعمل للمستقبل والتخطيط ... إلخ، ولكننا بصدد التنبيه من سلبياتها الخفية والخطيرة جدا وأخذ الحيطة والحذر والعبرة من أضرارها، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)، وقال (ولبدنك عليك حق) ثم نضع بين أيدينا مقترحات وحلول عسى الله أن ينفع بها الجميع من أولياء ومربين وأبناء. لذلك فقد أكدت إحدى الدراسات على أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة يصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم؟ انتبهوا يا عباد الله .. حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. إذ ماذا تتوقعون بالله عليكم من طفل قابع في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما مع كل رجفة من رجفاته، حتى أن كثيرا من الأطفال أصيبت أصابعهم بتقرحات وأورام رأيتها والله بنفسي وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة حتى اختفت معالم تلك الأزرار. ولقد أكد أحد الآباء من مجتمعنا بأن له ابناً في الثالثة عشرة من عمره، وأنه مصاب بتشنج في يديه، وازدادت رغبته في العدوانية مباشرة، وأصبح يضرب حتى أمه إذا كانت بجانبه، وبعد عدد من الأسئلة تبين أنه كان يلعب البلاي ستيشن خمس ساعات في اليوم تقريباً. لا حول ولا قوة إلا بالله، هلا جعل منها ساعة واحدة لحفظ كتاب الله. يقول الدكتور سال سيفر: إن ألعاب الفيديو (البلاي ستيشن) يمكن أن تؤثر على الطفل فيصبح عنيفاً، فالكثير من ألعاب (القاتل الأول) «فيرست بيرسون شوتر» تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه، فهنا يتعلم الطفل ثانية أن القتل شيء مقبول وممتع. والطفل هنا يشارك في العنف بالقتل والضرب والتخريب والسحق والخطف ونحو ذلك، وربما كان ذلك بمسدس في يده، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له على الإجرام وظلم الناس والاعتداء عليهم بغير حق وانظروا بأنفسكم ماذا تحوي لعبة (حرامى السيارات) ثم نقول من أين جاء الإرهاب إنه ضرب من ضروب صناعة الإرهاب وتصديره. ومن المشاهد كذلك أن هناك ألعاباً ذات صور عارية سواء في الحاسوب أو فى غيره، وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة بتحطيم كثير من الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم، وتجعله مذبذباً بين ما يتلقاه من والديه ومعلميه، وبين ما يدس له من خلال الأحداث الجارية، والصور العارية. إنها خطوات الشيطان التى حذرنا الله منها (ولا تتبعوا خطوات الشيطان...) والتى يريد بها أعداء الفضيلة أن يوقعوا أبناءنا بها في الشهوات .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة