حلقت طائرة للدفاع المدني في سماء جدة أمس، بغية رصد آخر المستجدات في مناطق شرق الخط السريع بعد هطول أمطار الخميس على أحياء الأجاويد، السامر، مخطط أم الخير السكني، قويزة، مخطط الراية، التوفيق، والحرازات. وأدار الطاقم العقيد طيار خالد السالمي، النقيب طيار خلف العتيبي، ورقيب أول مهندس جوي عبد الرحمن الشمراني، الرحلة باقتدار لتبدو جدة من الجو مدينة من خطوط وبقايا مطر وسط مبان متراصة. ظهرت أحياء النزهة، الربوة، العزيزية، بني مالك، والنسيم، أولى المحطات فبدت التجمعات المائية وأكوام النفايات أولى ما التقطته العين من علو. وتتمثل العشوائية في صور لا يمكن تجاهلها فالباحات والأراضي الفضاء شرق الخط السريع لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الأحياء السكنية المتوزعة فيها بعض حظائر المواشي. فيما أظهرت الرؤية من الأعلى لمخططات أم الخير، الأجاويد، السامر، التوفيق حجم الضرر الذي تعرضت له خلال أمطار الخميس الماضي استنادا على كمية مياه الأمطار والسيول المحيطة بها في معظم أجزائها فضلا عن التجمعات المائية في شوارعها الداخلية والتي أبانت تعطل الطرق أمام المنازل بعد أن تعرضت إلى التلف والتصدعات وانقشاع الطبقات الإسفلتية. وتشكل العقوم الترابية في أحياء قويزة والحرازات الخطر الأكبر مع تشعب مجاري المياه في مختلف الأراضي الفضاء القريبة منها وظهور أخاديد كبيرة بفعل السيول الجارفة على أديم الأرض. وغطت تدرجات الطين والوحل والمياه الآسنة المتبقية جراء هطول الأمطار في أحياء قويزة العشوائية منها والمخططة مشوهة المنظر العام وبما يشير إلى تدهور الوضع الصحي فيها بناء على عجز الأعمال المنفذة وقت الكارثة في تدارك الحالة وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل السيول، كما أظهرت الصورة أدلة ما زالت تحكي قصة كارثة العام الماضي التي تعرضت لها أحياء شرق الخط السريع، حيث تشبثت أرتال السيارات التالفة وبقايا الركام الناجمة عن السيول في مواقع متعددة إلى جوار جسر الجامعة وبريمان في اتجاه الشمال. ورصدت عدسة «عكاظ» الجوية تجاوز صهاريج الصرف الصحي المشاركة في رفع المياه الراكدة من الأحياء المتضررة وارتكاب قائديها لمخالفة تسببت في تكوين بحيرة آسنة ملفتة للنظر بعد أن أفرغوا حمولات صهاريجهم في أرض فضاء لا تبعد سوى أمتار قليلة جدا عن نهاية مخطط الراية إلى الشمال الشرقي بجوار المساكن وعلى مقربة من مقر بلدية بريمان وهي البحيرة التي من شأنها تكوين أضرار بيئية فادحة. يذكر أن الدفاع المدني استعد لأخذ جولة جوية برفقة المجلس البلدي في محافظة جدة، إلا أن تململ أعضاء المجلس عن تحديد موعد الرحلة أعطى دلالة على عدم جاهزية المجلس في تنفيذ ورش العمل المزعومة من قبلهم، إذ ذكر المجلس أنه بصدد إصدار دراسات وتوصيات لتحسين الأوضاع شرق الخط السريع؛ لكن الطائرة أقلعت والأعضاء في فسحة من الوقت يتداولون أي الدراسات تصلح لتخليص جدة من مشكلات المطر.