«تحت السيطرة» هذه هي العبارة التي يمكن استخلاصها من الوقوف على طبيعة الموقف في بحيرة الصرف الصحي «المسك» في اقصى الشرق من محافظة جدة يوم امس. البحيرة التي وصل اقصى ارتفاع لها منذ اكثر من ثلاث سنوات الى نحو 14 متراً وكذلك تجاوزها هذا الرقم عند هطول الامطار يوم الأربعاء الماضي، وانخفضت يوم امس في الموقع الى اقل من عشرة أمتار، ولكن التخوف والاحتياطات واضحة في موقع البحيرة وفي الاحياء الاخرى القريبة من البحيرة والبحيرات الاخرى التي تكونت من جراء الامطار والسيول، ولذلك فالمهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس البلدي في جدة، يستبعد ان يتعرض السد الترابي الرئيسي للبحيرة لأي اخطار قريبة من جراء امطار يوم الاربعاء الماضي. وقال الزهراني، تأكدنا خلال زيارة ميدانية لموقع البحيرة في يوم امس الأول الاثنين صلابة السد الترابي، وما حدث من تسربات بسيطة لم تكن من هذا السد بشكل اساسي وانما كانت ناتجة عن البحيرات الصغيرة التي تكونت خلف السد الترابي وامام السد الاحترازي بسبب هطول الامطار والسيول الاخرى التي جاءت من الاودية المجاورة، مؤكداً على ان الوضع يعتبر مطمئن حتى الان. الزهراني، عاد وأكد ان الأمانة قامت وبشكل عاجل انشاء سد ترابي من الناحية الغربية للبحيرة لتلافي ومنع أي تسربات قد تحدث من جراء هطول امطار اخرى، وايضا يشير الزهراني الى قيام الامانة بعمليات ضخ المياه من خلال انابيب من البحيرات التي تكونت من جراء السيول الى مجرى السيل الجنوبي باتجاه البحر بطاقة 36 مترا مكعبا يومياً، وعلى الرغم من عدم قناعة المهندس الزهراني بأن الكمية التي تقوم بضخها الأمانة كافية للتخلص من حوالى 14 متراً من المياه المتراكمة من جراء السيول إلا انه يقول «طلبنا مضاعفة الكمية التي تنقلها الامانة بشكل عاجل». وعلى الرغم من هذه التطمينات إلا ان شائعات بتسربات مياه من البحيرات المحيطة بالبحيرة الكبرى كانت مثار قلق سكان جميع الاحياء التي تقع في طريق المياه من الشرق الى الغرب، لذلك عمد الكثير من سكان احياء : السامر ، التوفيق ، الربيع ، بريمان ، والاجواد وهي التي تقع معظمها في شرق الخط السريع الى تبادل معلومات عن تحذيرات من الدفاع المدني بضرورة اخلاء الادوار الأرضية، إلا ان التأكيدات التي تحصلت عليها «المدينة» من مسؤولين كبار في الدفاع المدني ومحافظة جدة والامانة ان الوضع طبيعي ولا يستدعي حتى الان الإخلاء، فيما يرى فايز الرابعة (مهتم في مشاريع الصرف الصحي)، انه في حال (لاسمح الله) وجود تسربات في السد الترابي للبحيرة او السد الاحترازي الآخر فإن اتجاه المياه سيكون مع الوادي الرئيسي باتجاه الجنوب الغربي وبالأخص (مجرى تصريف السيول الجنوبي) مروراً بأحياء «السامر3» ، قويزة ، كيلو 14 ، وجنوبجدة، وبالتالي فإن تخوف اهالي تلك الاحياء من وجهة نظر الرابعة مبالغ فيها، ويرى ان الحذر واجب على جميع سكان جدة ولكن المشكلة طالما انها لم يصل مستوى المياه في البحيرة الى اكثر من 15 متراً وهي نقطة الخطر التي يتخوف منها في حال هطول أمطار غزيرة او جريان سيول كبيرة في الايام الأربعة القادمة حسب توقعات خبراء الارصاد الجوية. ومن يصل الى الموقع يشاهد بعض التشققات في السد الترابي بفعل تحرك مياه الأمطار والسيول الصغيرة وكذلك تحركات السيول المحلية التي لا تزال تجري في الموقع باتجاه الغرب، وهو ما أشار عنه بعض مسؤولي الامانة انها مياه امطار تجمعت خلف الجبال خلال فترة الامطار واصبحت تجري حتى الان وليس لها علاقة بالبحيرة الرئيسية او البحيرات التي تكونت خلف السد الاحترازي، في اشارة الى ان هذه المياه ساهمت في تكوين بحيرات ارتفعت من 12 بحيرة خلال بداية الاسبوع الى اكثر من 18 بحيرة معظمها تغلغلت في المزارع المحيطة بالبحيرة وتسبب في اضرار في الممتلكات. رئاسة الارصاد وحماية البيئة وعبر موقعها على الانترنت كشفت عن توقعات بهطول امطار وعواصف رعدية على محافظة جدة يومي الخميس والجمعة والسبت القادمة، لكنها لم تشر الى هطول امطار عزيرة او غيرها. بحيرة الصرف الصحي والتي أسمتها امانة محافظة جدة ب «المسك» لتغيير الصورة الذهنية السلبية عنها في محاولة منها للاستفادة من هذه البحيرة بدلاً من الخطر الذي تسببه لاهالي جدة تكونت منذ اكثر من 28 عاماً وانشأتها «مصلحة المياه والصرف الصحي» آنذاك، بدلاً من انشاء شبكة للصرف الصحي، ولكنها وخلال اقل من 10 سنوات وبعد ان ظهرت اخطار هذه البحيرة بيئياً وصحياً لسكان جدة، انتقلت مسؤولية التصرف في هذه البحيرة الى امانة محافظة جدة التي منذ ذلك الحين وهي تضع الساتر الترابي والسد الاحترازي دون العمل على حل جذري لهذه البحيرة «الصداع المزمن» ، وبالرغم من اننا لم نلحظ يوم امس وجود أي صهاريج «وايتات» تصب محتوياتها في الموقع بعد قرار الامانة بإيقاف الصب في البحيرة امس الأول وتحويل جميع الصهاريج الى محطة الصرف الصحي في الخمرة (جنوبجدة)، إلا ان هذه البحيرة تستقبل يومياً حوالى 1500 صهريج مياه صرف صحي.