حكايته مع قهر الإعاقة أنموذج حي لقوة الإرادة والتصميم كحالة نادرة واستثنائية قد لا تحدث في كل وقت وزمان!.. حكاية تحد قد لا تتوفر حتى للأسوياء. عبد الله العطاس ولد في مكةالمكرمة بلا ذراعين، ومن هنا تبدأ حكايته في قهر الإعاقة والتغلب على جميع الصعوبات التي واجهها، وملحمة التكيف الشاقة التي خاضها حد الاندماج مع مجتمع أقرانه الأسوياء في مقاعد الدراسة وجماعة اللعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسباحة التي تحتاج إلى ذراعين قويتين للعبور إلى بر الأمان والنجاة من الغرق، ومع ذلك يقضي العطاس في المسبح أوقاتا طويلة، فضلا عن أنه أحد أفراد فريق حواري حي النزهة لكرة القدم!. لم يستسلم، ولم ينطو على نفسه، حتى وهو يلاقي صنوف الاستهجان من البعض الذين ينظرون إليه في استخفاف وسخرية أو حتى شفقة، وواجه نظرات عطف الناس له، بالتفوق في دراسته وممارسة حياته بشكل طبيعي، حتى أن البعض يعده إنسانا سويا دون إعاقة. قصة طموح وإرادة هذا الشاب الذي لم ينته بعد من الدراسة في المرحلة الثانوية تستحق أن تدرس فصولها، فالإرادة تقتل الإحباط واليأس، وهذا ما جسده هذا الشاب الذي يصل طموحه أن يصبح مهندس شبكات، وأن يحصل على فرصة لدراسة درجتي الماجستير والدكتوراه من الخارج، وأن يمتلك سيارة، ويجد أطرافا صناعية لمساعدته أكثر في ممارسة نشاطاته المختلفة رغم أنه قادر على ممارسة السباحة ولعب الكرة وتصفح الإنترنت. يقول عنه والده (قبل التحاق ابني بالمدرسة بدا متخوفا ومترددا لكنه سرعان ما تجاوز إعاقته وبدأت علامات تفوقه العلمي في الظهور حتى أنه أذهل معلميه في الكتابة والأعمال المدرسية دونما حاجة لمساعدة من الآخرين). ومن جانبه، وصفه مدير مدرسته الثانوية فوزي اللحياني، بأنه أنموذج مضيء للطالب والإنسان الذي يمتلك الإصرار والطموح والتغلب على الظروف من خلال انضباطه وتفوقه، بدليل أنه حاصل على درجاته الكاملة في دروسه.