عبد الله العطاس المولود في مكةالمكرمة بلا ذراعين، بدأت حكايته في قهر الإعاقة والتغلب على جميع الصعوبات التي واجهها، والتكيف الشاق للاندماج مع مجتمع أقرانه الأسوياء في مقاعد الدراسة وجماعة اللعب. وكما ذكرت "عكاظ" في عددها اليوم الجمعة فإن عبدالله أنموذج حي لقوة الإرادة والتصميم كحالة نادرة واستثنائية قد لا تحدث في كل وقت وزمان وتحدٍ قد لا يتوفر حتى للأسوياء ، فهو لم يستسلم، ولم ينطو على نفسه، حتى وهو يلاقي صنوف الاستهجان من البعض الذين ينظرون إليه في استخفاف وسخرية أو حتى شفقة، وواجه نظرات عطف الناس له، بالتفوق في دراسته وممارسة حياته بشكل طبيعي، حتى أن البعض يعده إنسانا سويا دون إعاقة. ومن هواياته التي يحبها السباحة التي تحتاج إلى ذراعين قويتين للعبور إلى بر الأمان والنجاة من الغرق، ومع ذلك يقضي العطاس في المسبح أوقاتا طويلة، فضلا عن أنه أحد أفراد فريق حواري حي النزهة لكرة القدم. ويطمح عبدالله العطاس أن يصبح مهندس شبكات، وأن يحصل على فرصة لدراسة درجتي الماجستير والدكتوراه من الخارج، وأن يمتلك سيارة، ويجد أطرافا صناعية لمساعدته أكثر في ممارسة نشاطاته المختلفة رغم أنه قادر على ممارسة السباحة ولعب الكرة وتصفح الإنترنت. قال والده : قبل التحاق ابني بالمدرسة بدا متخوفا ومترددا لكنه سرعان ما تجاوز إعاقته وبدأت علامات تفوقه العلمي في الظهور حتى أنه أذهل معلميه في الكتابة والأعمال المدرسية دونما حاجة لمساعدة من الآخرين. ومن جانبه، وصفه مدير مدرسته الثانوية فوزي اللحياني، بأنه أنموذج مضيء للطالب والإنسان الذي يمتلك الإصرار والطموح والتغلب على الظروف من خلال انضباطه وتفوقه، بدليل أنه حاصل على درجاته الكاملة في دروسه.