• أبلغ من العمر 18عاما، أعيش وحيدة متألمة، أنام وأنا أبكي، فمنذ صغري أشعر أن ظروف الحياة تقف وجهي، والدي كثير التغيب عن البيت، وإذا دخله يدخله من أجل النوم فقط، أسرة والدي كثيرة المشاكل مع بعضها، وعمي أبرزهم، ولا يمكن الاحتماء به تحت أي ظرف كان، مشاكله مع نفسه ومع الآخرين كثيرة، وسلوكه غير جيد، ورغم أنه عمي إذا طلبت منه المساعدة يطلب المقابل، وإذا رفضت أذاقني ألوانا من العذاب، ومع ذلك احترمه كثيرا أمام الناس، حاولت الاحتماء بأشخاص تعرفت عليهم في الحياة، لكني لم أشعر نحوهم بثقة، لذت بصمتي وبقيت أعيش وحيدة رغم عيشي بين أب وأم وإخوة، لا صديقة لي، ولم يعد لي ثقة بأحد، محافظة على قيام الليل ولله الحمد، والصلاة هي من تصبرني على معاناتي، وأسهر لأكتب بقلمي مأساتي، ومع ذلك فأنا أكثر إخواني مرحا ولله الحمد، أساعد الناس وأساهم في حل مشاكل من حولي، لكني فشلت في حل مشكلتي، ماذا أفعل حتى ارتاح؟ نسرين أملج الواضح أنك حبست نفسك داخل مشكلتك ولم تخرجي منها، وصرت تجدين في البكاء وسيلة للتنفيس عما تحملينه في صدرك، كما أنك حملت ثقل المشكلة طوال السنين، ولكن يبدو أنك لم تنجحي في التخلص من ثقل ذلك، بل إنك مثلت دور من لم تتعرض لأي أذى من ذلك العم السيئ، وهذا ما زاد من ضيقك وانزعاجك، وربما يكون الحل الأمثل أن تصارحي والدتك باستغلال عمك، هذا سيخفف عنك الشعور بالضيق، وسيشعرك عندها أنك لست وحدك في مواجهته، وأن لك بعد الله سندا وداعما، كما أن وجوده في ساحة حياتك وممارسته الضغط عليك يفاقم المشكلة، ومسألة لجوئك إلى البكاء، فهذا أمر غير مقبول لأن البكاء لن يحل لك المشكلة، كما أن الوحدة والعزلة ليسا حلا، اخرجي مما أنت به، وزيدي من قوتك، واكسري القوقعة وتحرري منها، أما صلاة الليل فحافظي عليها وأكثري من الدعاء وأنت ساجدة، وسيجد لك ربك مخرجا مما أنت فيه بإذنه تعالى.