صديقي .. منذ صباح الأمس وبطن راحة كفي اليمنى يحكني، وكانت جدتي قد فسرت لي هذا الأمر بأن هذه علامات على أنه سيأتيني مال، أخبرتني أختي بعد أن كبرنا أن جدتي كانت تطلب من والدتي بالخفاء أن تعطيني مالا لأؤمن بتفسيرها، لكني لم أصدق أختي، كما لم أكذب جدتي حين سألتها وأنا طفل: يا جدتي أين تذهب الشمس وكنت أرى الشمس تغرق في البحر؟ كانت جدتي تقول: إن الشمس وبعد عناء عمل طوال النهار تستحم بالبحر، قبل أن تذهب إلى سريرها لتنام، وكنت مثل الشمس أستحم قبل أن أنام، فجدتي أخبرتني أنني كما الشمس أضيء لها حياتها. هذا التفسير القديم أصبح وبشكل ما مقدسا ولا يمكن لأحد نزعه من عقلي، فأنا ما زلت رغم دخولي الأربعين مؤمن بأنه حين يحكك بطن راحة كفك اليمنى سيأتيك مال. بالأمس أيضا ذكرني بواب العمارة أنه حان دفع الإيجار بعد أن مد لي فاتورة الكهرباء، ما أن أغلقت باب شقتي حتى رن هاتفي ليخبرني التسجيل الآلي أن فاتورة هاتفي صدرت، وأن علي السداد سريعا تفاديا لفصل الهاتف، ومع هذا ما زال بطن راحة كفي اليمنى يحكني، فهل تقرضني مالا يا صديقي حتى لا أكفر بأساطير جدتي؟ كم أحن لطفولتي يا صديقي، ولجدتي التي ماتت رغم أني كنت أظنها لن تموت، لأني كنت أعتقد أن الأشرار وحدهم يموتون فيما الأخيار «يعيشون بسبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات» أو هكذا كانت جدتي تنهي كل حكايتها لي، لتجعلني أحب الطريق المستقيم فأسلكه، مع أنني حين كبرت ومضيت في هذا الطريق المستقيم، لم أنتبه أن الأرض كروية لهذا كنت دائما أعود من حيث بدأت. هل تحن لطفولتك الخالية من مسؤولية الإيجار ودفع الفواتير ومصاريف البيت يا صديقي؟ أنا أحن لطفولتي، وأصبحت أحن لها أكثر حين قال لي البرتغالي «فرناندو بيسوا» بكتابه (رسائل إلى الخطيبة): «إن لنا حياتين، الحقيقية تلك التي حلمنا بها في طفولتنا، والمكذوبة تلك التي نحياها مع الآخرين». أتفق معه تماما، فحياتنا الآن وبعد أن كبرنا مليئة بالكذب المغلف بالمجاملات المخبأ بداخله النفاق الاجتماعي، فيما ونحن أطفال كنا خارج هذه الحياة المكذوبة. يخيل لي أن هذه الرسالة ستعيدك للذاكرة للطفولة للحياة الحقيقية، أو هذا ما أتمناه لأنني سأمر عليك اليوم وأسألك «معاك سلف»؟ وستقرضني المال ليس من أجل صداقتنا فقط، بل لأنك تحب جدتي ولن تخذلها، فأكتشف أنها كانت تكذب علي. التوقيع: صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة