أكد ل «عكاظ» ثلاثة من هيئة كبار العلماء أن الطلاق يقع لفظيا بوجود المقصد مهما كانت طريقة نطق كلمة الطلاق. حيث قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع «العبرة بالمقاصد وليست بطريقة نطق الكلمة»، مستدلا على ذلك بقول الهنود عندما يقرؤون الفاتحة يقولون «الهمد لله رب العالمين» فهم ينطقون الحاء هاء، لكن مقصدهم هو الحاء وليس الهاء. مشددا على أن بعض المجتمعات العربية قد درجت على نطق بعض الحروف بطريقة معينة مثل المصريين الذين ينطقون القاف بالهمزة مع الألف المقصورة في حياتهم لكنهم يقصدون بها القاف، وبين المنيع أن الطلاق يقع بالمزاح فكيف إذا كان بالجد لكن طريقة لفظ الحروف فقط تختلف، وأكد أنه مهما كان طريقة نطق الحروف فإن الطلاق يقع لأن المعيار الأساسي في المسألة هو المقصد والنية وليس طريقة نطق الحروف، معتبرا هذا القول بالسخرية من الألفاظ أكثر منه رأيا فقهيا، مؤكدا على أن طلاق المصريين يقع مادام قصد الطلاق. وسانده في الرأي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب الباحسين موضحا أن الطلاق يقع باللفظ مع النية، ولفظة الطلاق أو ما يعنيها تعني وقوعه، وأن من لفظ الطلاق نوع، صريح، وهذا يقع بمجرد لفظه حتى لو لم يقصد الإنسان الطلاق. وفضل عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك رد هذه المسألة للقضاء ولعرف كل بلد بقوله «الطلاق إزالة للعصمة وفسخ لميثاق غليظ، والأصل فيه أنه لا يقع إلا إذا كان بلفظ صريح، فمن قال لزوجته أنت طالق، فقد طلقت، ولا يسأل هل نوى الطلاق أو الهزل، فليست الرابطة الزوجية موضعا للتلاعب»، مضيفا «أما الألفاظ غير الصريحة، مثل أنت منطلقة أو غيرها من الألفاظ التي يسميها الفقهاء كناية، فمرجعها العرف السائد، ولا يفتي فيها من لا يعرف عرف البلد، فبعض الألفاظ قد تكون طلاقا صريحا في بلد، وكناية في بلد آخر، وكذا يختلف الأمر من زمن إلى آخر، وعلى من وقع منه شيء من ذلك أن يرفع الأمر للقاضي، ويخبره بما صدر منه من لفظ وفعل، فيصدر القاضي حكمه بعد تصور تام للقضية، ومعرفة بأعراف الناس». وكان رأي فقهي أطلقه مفتي مصر الدكتور علي جمعة قد أثار الجدل بين العلماء والفقهاء في العالمين العربي والإسلامي مستعيدا الجدل حول بعض الفتاوى التي تطلق بين الفينة والأخرى من الأزهر وبعض علماء مصر.. حيث أعد جمعة بحثا عن الطلاق أورد فيه أن طلاق المصريين لا يقع لأنهم ينطقونه بالهمزة وليس بالقاف، فيقولون «طالئ» وليس «طالق». مستندا فيه على رأي قديم للفقهاء كانوا يعتبرون لفظة «تالق» والتي كان ينطق بها البعض وقتها لا تعتبر طلاقا. لكن سرعان مانظم جمعة مؤتمرا صحافيا نفى فيه هذه المسألة مؤكدا وقوع الطلاق، ونفت دار الإفتاء ما تردد على لسان مستشار مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور إبراهيم نجم، بقوله «هناك دراسة تعدها دار الإفتاء تحت إشراف مفتي الجمهورية وعدد من علماء الدار حول الطلاق بصفة عامة». مشيرا إلى أن الدراسة لم تنتهِ، ولم يتم إبداء أي رأي في تلك المسألة بالتحديد.