لا يوجد في عالم اليوم مستحيل إلا الذي لم يقدرنا أو يطلعنا عليه المولى سبحانه وتعالى، جميع المشاكل الغارقة فيها بعض الإدارات والتي تمس البنى التحتية أو مشاكل التشغيل وتسيير عجلة الأعمال صناعية كانت أو خدمية لا توجد عوائق أو عقبات رئيسية كبيرة تمنع التقدم فيها سوى الإدارة وسلوكياتها التقليدية التي ما زالت متعبة. الغريب في الأمر أننا جميعا نتشدق بقدراتنا الخارقة في علم الإدارة، ويظن كل منا أنه يستطيع أن يدير كل المشاريع أيا كان نوعها أو تخصصها وفي نفس الزمان والمكان. إلا أن إدارة الأمور اختلفت كثيرا عما كانت عليه، وكل يوم تطالعنا كليات الاقتصاد ومدارس الإدارة بتعاريف جديدة لعلم الإدارة لم تكن موجودة سابقا. ما يعني أن الإدارة والسلوك الإداري ليسا نصا مسلما ونهائيا يجب الأخذ به ولا يمكن الرد عليه. مشكلة مشاكلنا الإدارة، فالخير والحمد لله موجود إلا أنه من المهم أن يحس ويتلمس كل منا دوره في هذه المنظومة، ويعلم أن المسؤولية أمام الأجيال القادمة عامة ولا يتحملها مسؤول دون الآخر أو جهة دون الأخرى، وجميعنا في مركب واحد، والمتأخرون والمحبطون والمتقاعسون لن يؤخروا أو يعطلوا إلا أنفسهم ولن يؤثروا على عجلة منظومة التنمية المشتعلة في وطننا الغالي. فكم من الأموال صرفت وكم من الاعتمادات رصدت على مشاريع كان سبب توقفها وتعثرها سوء الإدارة وما يوفر ذلك من حجة لوقف الدعم المالي من الجهات المختصة، لذا نرجو أن يعلم المتصدرون للمشاريع المختلفة أننا في عصر لا يقبل الفهلوة أو الشطارة، والزمن سوف يثبت ذلك، وسوف يكشف عن المتخاذلين الذين جعلوا من تحقيق أهدافهم الشخصية الأولوية ونسوا أهداف وطموح الناس وهذا لن يستمر لهم كثيرا، فعيون وعقول الناس اليوم لا يمكن أن يخفى عليها تبادل الأدوار وتعدد القبعات .. والله من وراء القصد.