رحم الله أديبنا الشيخ محمد حسين زيدان الذي كانت له مقولة جميلة تعبّر عن واقعنا (نحن مجّتمعّ دفّان) ينسى المحاسن والمناقب ويدفنها ويتذكر المساوئ والمثالب ويظهرها ويجتهد في تسليط الضوء عليها..وهذا يظهر جليًا في كل شؤون حياتنا العلاقات الاجتماعية والأسرية والعملية..المشكلة الكبرى تكمن في أننا لا نتذكر فضائل الناس ومحاسنهم ولا نشير إليها ونعدّدها وننشرها إلا بعد وفاتهم أو مرضهم إذ كأننا كتمنا في داخلنا ما يحب أولئك سماعه منّا في حياتهم ووعيهم أو إدراكهم ..والأمثلة كثيرة في مجتمعنا فالكثيرون الذين فقدناهم من الأدباء والمثقفين وأصحاب القلم والعلم والدين ننبري بمحاجتهم والاختلاف معهم دون حق والبحث عن المثالب عندهم أو القدح في آرائهم ووجهات نظرهم ..ثم نعود للحق والحديث عنهم بموضوعية إذا ما مرضوا أو ماتوا بعد أن تؤنبنا ضمائرنا وكذلك الأمر في الأعمال فبعض الناس لا تستهويهم طباع وأساليب إدارة زملاء لهم إذا ما كانوا جادين في التعامل حريصين على المصلحة والوقت والأداء والعمل ولا يلتمسون لهم الاعذار بل يستشرون إذا ما ابتعدوا عنهم في النيل منهم ومن أدائهم وإدارتهم ولا يذكرون محاسنهم وأدوارهم الايجابية بل يصرون على تتبع العورات والأخطاء وطبع الإنسان ألا يرى نفسه ولا أخطاءه ولا عيوبه فإذا اختلف مع الآخر ألقى بتبعة وأسباب الخلاف عليه وبرأ نفسه وسلوكه ..ولو واجه كل منّا نفسه وحاسبها واعترف بأخطائه لكان قد التمس العذر لأخيه أو زميله الذى كان على حق وأن ليس ثمة أسلوب للتعامل مع غير الأكفاء أو المتقاعسين أو المتسيبين إلا المواجهة فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته غير أن الناس جبلت على حب الكسل واللامبالاة ..وتظهر عندنا في المجتمع نماذج تعتقد أن الإهمال في الاعمال والغبن في أوقاتها واستغلال المناصب هو من باب الفهلوة والشطارة بعد أن ماتت ضمائرهم وضعف وازعهم الديني ..وليت وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسهم الوزير والشاعر المثقف أن تبادر بتكريم الموجودين من المثقفين وإبراز جهودهم وتسليط الأضواء على نتاجهم وأعمالهم وتقديمهم للعالم ..إذ من غير الملائم أن ينتظر أولئك تكريمًا دوليًا حتى ينتبه له أهل مجتمعه ويقدره وطنه ويبرز دوره .إنها دعوة ربما تتبناها الوزارة وتشارك وتدعمها المؤسسات الاجتماعية مشاركة في المسؤولية الاجتماعية واعترافًا بحق الوطن عليها. دوحة الشعر: لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا فيهتك الله سترًا عن مساويكا