ثمانية عشر عاما مضت إلى ما قبل بضع سنين لم تشهد جدة، كما لم يشاهد أهلها قيام أي من الجهات بالعمل لتنفيذ أي مشروع، حتى جاء الفرج قبل بضع سنوات بتتابع المشاريع في مختلف القطاعات التي كان في مقدمتها وأهمها الطرق، والكباري والأنفاق بهدف حل مشاكل المرور بعد ارتفاع عدد السيارات الخاصة بتصاعد عدد السكان الناتج من كثرة الوافدين وتزايد عدد أفراد كل أسرة من واحد لعشرين وأكثر!!. ولا عجب في ذلك ف «زيد» من الناس كان قبل ثلاثين عاما يعيش وزوجته وحدهما وبسيارة واحدة بعد أن سافر البنين والبنات إلى الخارج لتلقي الدراسات العليا. وخلال تلك السنوات الماضية تزوج الكثير من البنين والبنات، وتوالدوا ليعودوا إلى المملكة بعد انتهاء دراستهم وقد ارتفق الواحد منهم إلى جانب زوجته أكثر من ولد وبنت ليصبح عدد عائلة زيد بعودة أولاده الأربعة وبنتيه المتزوجتين أكثر من عشرة أفراد ولكل ذكر منهم سيارة ولعائلته سيارة، بالإضافة إلى سيارة المقاضي، وعليكم الحساب!! هذا واقع عشناه سنة وراها سنة، كما أن زيادة عدد السكان في جدة لم يكن فقط بارتفاع عدد المواطنين، وإنما أيضا بالمستقدمين الذين ارتفع عددهم في جدة وحدها إلى أكثر من مليوني عامل استطاع معظمهم أن يمتلك سيارة حتى ولو كانت مهكعة تخلص منها صاحبها ليشتري له سيارة جديدة من العدد الكبير من السيارات التي ترد إلى المملكة كل عام وقيل إنه يبلغ أربعمائة ألف مركبة!!. على كل ليس هذا موضوعنا وإنما وجدت قلمي مشدودا إن صح هذا التعبير لتوضيح بعض أسباب ارتفاع عدد السيارات الناجم عن ارتفاع عدد المواطنين والمقيمين أضعافا مضاعفة عما قبل بضع عشرة سنة. موضوع اليوم هو المشروعات التي توالت من بضع سنين، ومع ذلك لم يتم اكتمال غير مشروع واحد هو طريق الملك عبد الله الذي يربط غرب جدة بحي الجامعة، والثاني الكوبري بشارع صاري غرب، في حين أنه لا تزال العديد من مشاريع الكباري والطرق متعثرة وأحدها يكاد يكون شبه متعذر التنفيذ وهو الذي يقال له كوبري «الوردة» بين شارع فلسطين وشارع الستين وقد مضت بضع سنوات دون إنهائه وفق التصميم الأساسي الذي تأكد الخطأ فيه، ولا التصميم الذي وضع ليعالج مشكلته. ونفق ميدان البواخر الذي كان المقرر أن ينتهي العمل منه في عشرين شهرا حسب العقد وقد مضت أكثر من عامين ولما يزل تحت الإنشاء!!. وما يقال عن نفق ميدان البواخر يقال عن بقية مشاريع الكباري والأنفاق في الجانب الشرقي من جدة، فرغم انتهاء المدة التي تم الاتفاق عليها بالعقود لا يزال العمل فيها مستمرا. وإذا كان هذا بالنسبة للطرق فإن هناك أيضا مشاريع الصرف الصحي التي بدأ العمل فيها من عشرات السنين، ومع ذلك لم يتم إنجاز حتى الثلث وهو مجرد تقدير، ولذا فربما كان الثلث كثيرا أيضا!!. ترى ما هو السبب .. وأين العلة؟ ونحن نقرأ أن الصينيين تمكنوا من إنشاء فندق ارتفاعه خمسة عشر طابقا في ظرف 90 ساعة ويعد المبنى الذي شيد في أربعة أيام إلا ثلاث ساعات مقاوما للضجيج فيما يتميز هيكله الضخم بسمة عزل الحرارة، وهو مصمم ليقاوم زلزالا بقوة تسع درجات بمقياس ريختر!!. صحيح أنه تم بناء المبنى بمواد جاهزة مسبقا لاستباق الوقت في عملية الزمن، وقد تكون المدة 90 يوما لا تسعين ساعة، ومع ذلك فأين نحن من هذا الذي قرأنا عنه؟! .. وإلى متى تظل الكثير من مشاريعنا تدخل مرحلة التعثر ليتم سحبها من المقاول، ثم تكليف آخر بإتمامها كما فعلت أمانة جدة مؤخرا؟! .. ومن المسؤول يا ترى؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة