في خضم اهتماماته وأعماله اليومية الشاقة في إدارة شؤون إمارة منطقة الرياض واستقباله لشرائح متعددة من المواطنين وطالبي الحاجات صباح كل يوم، لا يدخر جهدا في توفير وقت كاف للاطلاع على أنشطة وتفاعلات أخرى من بينها الصحافة. إنه، وبكل المعايير والمقاييس، أمير الصحافة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي جسد في كلمته، التي ألقاها مساء يوم الأحد في الحفل الذي أقامته صحيفة الرياض بمناسبة حصولها على الجائزة الدولية لأفضل صحيفة عربية في عام 2010م، أسس ومرتكزات العمل الصحفي وكيف يتوجب على المسؤول في أي قطاع أن يتعامل مع ما تنشره الصحف. في حديثه عن التواصل بين الكاتب والمسؤول كشف سموه عن شفافية عالية المستوى وتعامل راق بين الطرفين أساسه الحوار والتفاهم، فعلى كل طرف أن يقنع الآخر بوجهة نظره، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن من واجب المسؤول شكر الكاتب أو الصحفي على كل نقد هادف يعطي الحقيقة، وتصحيح أي أخطاء قد يكون الكاتب أوردها في مقاله أو تحقيقه. من ناحية أخرى، يحث سمو الأمير سلمان جميع المسؤولين إلى تقوية صلتهم بالصحافة والاستفادة من قدرتها على إيصال المعلومة لطالبها، واستشعار المسؤولية الاجتماعية تجاه المواطن الذي من حقه أن يكون على علم بكل ما يتعلق بأمور حياته وإيضاح الحقيقة تجاهها. في صحافتنا نجد بعض التناقضات التي تعود إلى عدم المتابعة لكل ما ينشر أو يقال. وقد وضع سمو الأمير سلمان يده على الجرح مبينا ما يقرأه سموه في بعض صحفنا عن مطالبة بعض الكتاب بتنفيذ مشروعات، أو تقديم خدمات سبق للصحيفة أو صحيفة أخرى إن كتبت عن توفرها قبل عدة أيام، وهذه دعوة لتوسيع دائرة الاطلاع والقراءة والمتابعة لكل من امتهن الصحافة سعيا وراء عمل صحفي متميز. مبدأ النقد مطلوب العمل به في العمل الإعلامي بجميع وسائله، ولكن هذا النقد له أسس وحدود متى ما تجاوزها الكاتب أو الصحفي وصل إلى مرحلة التجريح أو التشكيك في الثوابت، وبعبارة مختصرة أوضح سموه هذه الأسس والحدود حين قال «نحن نرحب بالنقد الهادف ونؤيده ونستفيد منه». هذا الوعي وهذا الإدراك من سمو أمير منطقة الرياض للعمل الصحفي وشجونه لم يأت من فراع، فهو الأمير الذي يقرأ في الغالب كل المقالات في الصحف التي لها علاقة بعمله أو العمل العام. وكثيرا ما حدثني الزملاء رؤساء تحرير الصحف عن اتصالات مباشرة من سموه بهم في الصباح الباكر طالبا الإيضاح، ومستفسرا عن معلومة نشرتها صحفهم. في الوقت الذي أتأمل فيه خارطة الطريق الواضحة للعمل الصحفي الصحيح والتي حدد معالمها أمير الصحافة سلمان بن عبد العزيز يحدوني أمل كبير في أن يسير على نهجها ويتبنى معطياتها كل راغب في عمل صحفي متميز سعيا وراء تحقيق الهدف الأسمى للصحافة ومعطياتها. [email protected]