من أبرز عيوب الفكر الإداري لدينا أن عامل الوقت لا قيمة له، «كل تأخير فيه خير» هو الشعار المرفوع دائما لتبرير إهمال أهمية الوقت. عندما نسمع عن الخطة الخمسية على سبيل المثال فإن الفهم المباشر التلقائي لمعناها هو وجود برنامج عمل لتنفيذ مشاريع محددة خلال فترة محددة هي خمس سنوات، لكن الذي يحدث غالبا أن كثيرا من المشاريع ترحل من خطة سابقة إلى خطة تالية لتكون المحصلة تراكم مشاريع ناقصة ومتعثرة تستنزف ميزانيات المشاريع المستقبلية وتطيل زمن إنجازها. الأعذار والتبريرات دائما جاهزة ومقبولة، وليس ثمة محاسبة دقيقة وحازمة على إهدار الوقت، لذلك نشعر بالتفاؤل عندما نسمع مسؤولا يشدد على أهمية الوقت ويعتبره من أهم مبادئ فلسفته الإدارية.. يقول الأمير خالد الفيصل في اجتماع مجلس منطقة مكةالمكرمة: «من الضروري تحديد الأولويات والمشاريع العاجلة في كافة المجالات ووضع آليات التنفيذ في إطار زمني محدد والتشديد على تنفيذها في إطارها الزمني الموضوع لها واعتبار الوقت هو التحدي الأكبر في سبيل إنجاز المشاريع التي ينتظرها المواطنون بما يجعل من الوقت لغة متداولة لدى كل عناصر المشروع من مسؤولين ومقاولين».. أعجبني التشديد على أن يكون الوقت «لغة متداولة» للإنجاز وليس للتسويف والتعطيل والتأخير، إذ إن الواقع يؤكد أن عناصر المشروع تتواطأ على الوقت، فالمقاول المتلاعب أو غير المؤهل غالبا ما يجد المسؤول الذي يمرر له أعذاره في التقصير ليستنزف المشروع أضعاف الوقت المحدد له في الخطة. انظروا حولكم وحاولوا حصر بعض المشاريع التي يفترض أنها قد انتهت منذ سنوات لكنها ما زالت قيد التنفيذ البطيء المتعثر، ثم حاولوا حساب الوقت الذي ضاع علينا والخسارة التي تكبدناها واتساع الفجوة بين الحاضر والمستقبل.. الحاضر جزء كبير منه يمثل تراكمات الماضي، والمستقبل بدايته مرهونة بإنجازات لم تكتمل، ولذلك يظل بعيدا، والسبب الرئيسي هو تهميش أهمية الوقت.. متى ترفع الراية الحمراء في وجه أي مسؤول لا ينجز مشاريعه وفق إطارها الزمني طالما توفرت له كل متطلبات الإنجاز؟؟ متى يأتي اليوم الذي ينتهي فيه المشروع في التأريخ المحدد لإنجازه كما تفعل دول أخرى لا تتسامح مع المهملين لأهمية الوقت؟؟.. متى؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة