«لا شك أن مجرد التفكير في الهروب بالنسبة لأية فتاة، ولا سيما في مجتمعنا المحافظ خطأ كبير، وهروبي من الفندق الذي كنت أسكنه مع زوجي كان قرارا فادحا، لكني أجبرت على ذلك».. بهذه الكلمات بدأت عائشة الحويطي سرد تفاصيل تجربة سبع سنوات من الهروب والعذاب لها ولمن حولها، بهذا الاعتراف كانت عائشة الحويطي تروي تفاصيل قصة هروبها المؤلم من زوجها وبلدها وحياتها، لتعيش حياة أخرى قررت أن تكون في المتن وليس في الهامش، كما تعودت دائماً! لم تكن عائشة في كامل حريتها لاتخاذ القرار، ولكنها أجبرت على هذا الهروب الخاطئ، فمن كان المحرض والمشجع لزوجة كي تهرب من زوجها؟ تقول عائشة «أعتقد أن مشكلتي بدأت منذ وقت مبكر في محيط أسرتي، بسبب النظرة القاصرة إلينا نحن البنات من قبل الوالدين والأشقاء، وهي نظرة متفشية بكل أسف في مجتمعنا، ومن ذلك منعي وشقيقاتي من الخروج لقضاء مستلزماتنا الضرورية، وإجبارنا على الزواج» هنا علقت عائشة الجرس، وأعلنت عن سونامي خطير يهدد مجتمعنا، فهذه النظرة القاصرة للبنات هي ثقافة مجتمعية لا يختلف عليها الكثير، فهل نتوقع أن عائشة فقط هي الهاربة الوحيدة، أم أن طوفان الهروب سيجرف الكثيرات أمامه؟ دعونا نحلل مقدار جرأة الشخصية التي اتخذت هذا القرار، لأن لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة معاكسة له في الاتجاه، وهذا القانون الفيزيائي طبقته عائشة للأسف بكل دقة عندما أجبرت على زواج بالإكراه! وفي عملية مسحية سريعة على أوضاعنا المجتمعية، دعونا نرى كم حالة من العصيان والتمرد أعلنتها الفتيات داخل أروقة دور الشؤون الاجتماعية، كم من حالات تعاني منها مرشدات طلابيات داخل مدارسنا؟ سيقفز السؤال الآن: لماذا تحرصين على تدوين الحالات للفتيات فقط، حتى الشباب لهم حالات من التمرد والهروب؟ لتأتي الإجابة الهاربة سريعا: نعم يستقيم مثل هذه الكلام في مجتمع بعيد عنا، وليس في مجتمع محافظ يرى أن صوت المرأة عورة! فلماذا هربت عائشة؟ وليحذر كل أب من أن هناك عائشة مقهورة مجبورة على زوج لا تريده داخل جدران منزله!! ولنعلق ولو للتجربة فقط لوحة داخل مجالسنا، ونكتب عليها الحديث الشريف «النساء شقائق الرجال»، فهل ستدوم تلك المعاملة القاسية لعائشة وأخواتها بيننا؟ أم أننا سنعلن الندم متأخرا جدا، كما هو حال والد عائشة، حين قال «أعلن ندمي الشديد على كل ما واجهته ابنتي وأسرتي من ألم ومعاناة»!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة