«طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    فعل لا رد فعل    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاهلي أول بطل للدوري وأتحدى المؤرخين إثبات عكس ذلك
قلب أوراق التاريخ وامتلأت عيناه بالدموع على ذكرى عبد الله الفيصل .. عبد الرزاق أبو داوود يفتح قلبه ل«عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 25 - 12 - 2010

لا يذكر تاريخ النادي الأهلي إلا ويذكر اسم عبدالرزاق أبو داوود كأحد من أساطير العصر الذهبي للكرة السعودية عامة والنادي الأهلي على وجه الخصوص، عبدالرزاق أبو داوود الذي جمع المجد الرياضي من كافة أطرافه كلاعب وكرئيس لناد عرف بالشخصية القوية والقيادة الحكيمة، ليصبح علامة فارقة في جبين التاريخ الأهلاوي، ولم يأت من يستطيع مزاحمته على العرش الأهلاوي على مدار 12 سنة، أبو داوود فتح قلبه ل «عكاظ» وتحدث عن الذكريات الجميلة في الهلال البحري، وقصة تحوله من الاتحاد إلى الأهلي، كما تطرق للعمل الجبار الذي كان يقوم به الأمير عبدالله الفيصل لخدمة الرياضة السعودية ورجالها، كذلك متابعته له ولزملائه عندما كانوا يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية، ولمسيرة الأهلي منذ أن انخرط في صفوفه، وعرج بالحديث عن أسرار الكابتنية التي حصل عليها في ظل وجود عمالقة الكرة السعودية آنذاك، فيما أبطل تداعيات المؤرخين بقولهم إن الأهلي أول بطل للدوري السعودي، نافيا تنافر الأقطاب الأهلاوية في الوقت الحاضر، كما قدم روشتة العلاج لداء الأهلي الذي أبعده عن بطولات الدوري لفترة طويلة، كاشفا عن السر الذي كان وراء إنهاء مسيرته في الكلية الحربية، ليتحول بعد ذلك للرياضة التي قدمته للجمهور، أبو داوود يكشف عن تفاصيل دقيقة تخصه وتخص ناديه الأهلي، نستعرض ذلك في ثنايا السطور التالية:
• كيف كانت البدايات؟
البداية كانت من حارة البحر التي تعد من أقدم الحارات في محافظة جدة، ويقطن بها أكثر من نصف سكان المدينة، وبلا شك أنها حارة عزيزة على قلوبنا ونشتاق إليها باستمرار، ومن الطبيعي أن ننظم لنادي الهلال البحري الذي كان يمثل الحارة وأهلها، لاسيما أن جميع إخوتي التحقوا بالهلال البحري ثم انتقلوا لأندية أخرى، فعبدالله انتقل للاتحاد، أحمد انتقل للأهلي، ومحمود وحسن للوحدة ومن ثم للاتحاد، من الطبيعي أن أسير على نهجهم، حيث أنضممت إلى الهلال في سن مبكر لعلمي أن والدي كان يدعم الهلال البحري سرا كنوع من الانتماء للحارة، برغم أنه كان لا يريد أن يلعب أحد من أبنائه الكرة، لدرجة أن أحمد شقيقي كان يخفي الملابس الرياضية تحت الثوب حتى لا يمنعه، ومن ثم أنتقلت للنادي الأهلي.
عائلة هلالية
• كيف انتقلت للأهلي وأنت من أسرة اتحادية؟
أولا أنا لست من أسرة اتحادية وإنما من أسرة هلالية، ولم يكن من بيننا اتحادي باستثناء عميد الأسرة حاليا أخي الأكبر عبدالله الذي كان يريد أن أسجل معه في نادي الاتحاد، وذلك عندما أخذني بصفته عضو مجلس إدارة، وذهب بي إلى منزل الشيخ يوسف الطويل (رحمة الله) في وسط البلد وأخبره أن عبدالرزاق لاعب مميز ونريد تسجيله في الاتحاد فوافق الطويل، لكن بعدما رجعت إلى البيت وجدت أخي أحمد الذي هو الآخر عضو مجلس إدارة في النادي الأهلي ينتظرني بعدما علم بالموضوع، وأخذني معه بالسيارة إلى قصر الأمير عبدالله الفيصل ونقل له رغبته بإلتحاقي بالنادي الأهلي وطلب تسجيلي، وبالفعل بتوجيه من الأمير عبدالله الفيصل اتجهنا إلى مكتب رعاية الشباب وتم توقيعي هناك، ولم أرجع إلى المنزل إلا وأنا لاعب أهلاوي، وبعد ذلك علم أخي الأكبر عبدالله وغضب مني مع أني في ذلك الوقت لم يكن لدي فورقات بين الاتحاد والأهلي، لكن الذي عزز موقف إنتقالي للأهلي أن الأمير عبدالله الفيصل كان حاضرا لمباريات الناشئين بين النادي الأهلي والهلال البحري وأعجب بي، وكذلك بزميلي ساعد رزق وقد خصص مكافأة مالية أثناء مشاركتنا مع الهلال البحري، وذلك قبل الانتقال بسنة تقريبا، وكنت مجبرا على ترك الهلال البحري بسبب دمجه في عام 1388ه مع أندية أخرى، وأصبح ماضيا بعد أن كان واقعا تاريخيا، إذ يعد ثاني ناد تأسس بعد نادي الاتحاد مباشرة في عام 1349ه، أنتقلت للنادي الأهلي وأنا في سن الشباب حيث لم أكمل 18عاما، كان ذلك في منتصف عام 1386ه، كان النادي بالنسبة لي الجامعة التي صقلت موهبتي وكونت شخصيتي في ظل وجود شخصية بهامة الأمير عبدالله الفيصل، وكان الأهلي معه متطورا على أقرانه من الأندية الأخرى ومتميزا؛ كونه سبقها بوصوله إلى مراحل متقدمة من التطور فيكفي أن الفريق الأهلي في ذلك الفترة والذي يفوق عدد أفراده 40 عضوا ذهبوا إلى إنجلترا لمشاهدة كأس العالم على الطبيعة، ويتدربون هناك كمكافأة على تحقيقهم كأس الملك، وهذا أحدث نقلة نوعية في تركيبة النادي، في الوقت الذي كان فيه لاعبو الأندية الأخرى يحلمون بهذه المكانة التي حظي بها الأهلي من الأمير عبدالله الفيصل، وبعد ذلك توالت الأحداث ومن يومها أنا مع الأهلي حتى وقتنا الحاضر.
تاريخية الثمانية
• لكن بعد عودة الأهلي من إنجلترا خسر بنتيجة تاريخية من الاتحاد ب8/2؟
توجه الأهلي في ذلك العام إلى المدرسة الإنجليزية، إذ تعاقد مع مدربين عالميين استطاعوا أن يرسموا شكل الفريق، واعتمدوا على جانب اللياقة والجانب البدني وتنظيمهم الجيد في الدفاع، وصنعوا فريقا استطاع أن يحقق التفوق في عشر سنوات متتالية، لكن هناك مباراة جرت بين الأهلي والاتحاد بعد مرور سنتين أو ثلاث سنوات من مباراة الثمانية تقدم الأهلي فيها ب5/2 فانسحب الاتحاد، فقالوا إن الاتحاد انسحب حتى لا يرد الأهلي هزيمته القاسية.
5 محطات
• ما هي المحطات المميزة في مسيرتك الرياضية كلاعب؟
المحطة الأولى مشاركتي مع الهلال البحري، لكن محطتي الرئيسة مع النادي الأهلي عندما فزنا بدرع الدوري العام عام 1389ه كأول فريق سعودي يفوز بالبطولة، حيث نظم الدوري على ثلاث مناطق، وكل منطقة بها 12 فريقا يلعب من دورين، ويتأهل من كل منطقة فريق واحد، وأذكر أنه تأهل الأهلي، النصر، والاتفاق وأجريت القرعة ولعب الأهلي مع النصر وفزنا، ولعبنا مع الاتفاق وكان صديقي خليل الزياني كابتن الاتفاق آنذاك وفزنا 1/0 سجل عن طريق عمر رجخان، وقد سلم الكأس أمير المنطقة عبدالمحسن بن جلوي، وهو أول درع للدوري العام وليس كأس الملك، أما المحطة الثالثة فوز النادي الأهلي بكأس الملك وكأس ولي العهد في عام 1390ه، وأتذكر موقفا محرجا حدث خلال لقائنا مع الشباب على الكأس في افتتاح ملعب الملز (سابقا) الأمير فيصل (حاليا)، حيث امتدت المباراة إلى وقت إضافي ودخل علينا الليل ولاحظت أن الملك فيصل يطلب من القائمين على المباراة إنهاءها لدخول وقت المغرب، وكأنه غير راض على استمرار اللعب لهذا الوقت، لكن استطاع الكبش من تسجيل هدف الفوز فانتهت المباراة، وطلبوا منا الإسراع لاستلام الكأس والمغادرة حتى يتمكن الجميع من أداء صلاة المغرب.
الموقف الآخر عندما صعدت المنصة لاستلام الكأس عام 1391ه، قال الملك فيصل: «ما في غيركم يا ربع عبدالله»، فقلت له: «ربنا موفقنا» ووصل الموضوع إلى الأمير عبدالله، فكان ينتظرنا في النادي بفارغ الصبر يريد معرفة الموضوع وعندما وصلنا إلى مطار جدة وذهبنا إلى النادي سألني الأمير عبدالله الفيصل عما حدث، وذكرت له إنها كانت مداعبة من الملك (رحمة الله عليهما)، فربما قصد الملك أن فريق الأمير عبدالله كان مميزا، مع أنه يرعى كل الأندية، لكن كان يختص الأهلي برعاية خاصة.
فيما المحطة الرابعة دخولي المنتخب وقيادتي له، حيث ألتحقت أول مرة بالمنتخب عندما كنت ألعب للهلال البحري، وكان ذلك عام 1385ه، وكنت سعيدا بهذا الاختيار من قبل المدرب التونسي علي الشواشي للمشاركة في مباراة ودية أمام المنتخب النيجيري، إلا أن انقلابا في حكومة نيجيريا وقتل الرئيس ورئيس مجلس الوزراء ألغى المباراة ورجعنا للأندية، بعد ذلك مثلت منتخب المنطقة الغربية وحققنا بطولتين وخسرنا الثالثة، ومن ثم شاركت مع المنتخب الأول، وقد أعتذرت من الأمير عبدالله الفيصل عن المشاركة في كأس الخليج الأولى في الكويت 1970ه؛ بسبب مرض والدتي، إلا أني عدت في الدورة الثانية في عام 1972ه في الرياض، وشاركت بشكل فعال، وكانت تلك الدورة نقلة في الكرة السعودية، إذ كان من المفترض أن نلعب مباراة فاصلة بعد تعادلنا مع الكويت في النقاط، لكن منحت للكويت بفارق الأهداف وحزننا كلاعبين حزنا شديدا؛ كون البطولة تذهب بفارق الأهداف في الوقت الذي لا يوجد فيه لائحة تحدد ذلك، كما أن المنتخب السعودي لم يكمل مباراة البحرين، فلو أكملت كان من الممكن أن نسجل أهدافا أكثر، لكن البحرين انسحب بعد نهاية الشوط الأول 2/1.
المحطة الأخيرة الاعتزال فقد قررت الاعتزال وأنا طالب في السنة الأخيرة من الجامعة، ووفقني الله أن أكون الأول على دفعتي وأعلنت الاعتزال في أواخر عام 1396ه، وتم إبتعاثي للخارج، إلا أني رجعت إلى المشاركة مع الأهلي بعد أن قطعت الدراسة في أمريكا، بطلب من الأمير محمد العبدالله الفيصل رئيس أعضاء الشرف في ذلك الوقت، حيث طلب عودتنا وتأجيل الدراسة ستة أشهر أخرى، ورجعت أنا وأحمد عيد وطارق كيال للمشاركة، وقررت الاعتزال مرة أخرى بعد تحقيقنا الدوري وكأس الملك عام 1398ه...
حرب الكابتنية
• ما هو الموقف الذي لا تزال تتذكره حتى الآن؟
المواقف كثيرة، ومن بينها عندما أسندت لي إشارة الكابتنية بتوجيه من الأمير عبدالله الفيصل وأنا في سن 18 عاما، كانت هناك بعض الاحتجاجات من اللاعبين وأظهروا بعض التذمر وبعض التصرفات، إلا أن الله سبحانه وتعالى ألهمني الصبر والحكمة، ثم الصبر والتعالي عن تلك التصرفات، وتغلبت عليها بتوجيه من الأمير عبدالله وبتوجيه أخي أحمد (رحمه الله) وبتعاون المدربين معي، وأستطعت أن أقود الأهلي للعديد من البطولات.
علاقة مميزة
• كيف كانت علاقتك بالأمير عبد الله الفيصل؟
أنا لا أبالغ إذا قلت: إن الأمير عبدالله الفيصل مدرسة نستسقي منها أشياء كثيرة وتعلمنها منه في الحياة، ويكفي أن تستمع في مجلسه مع رجال الثقافة والسياسة والإعلام والرياضة لأمور تزيد ثقافتك الرياضية والاقتصادية قد لا تستفيد منها لو تلقيتها من الدراسة، كنت حريصا جدا على الحضور لمجلس الأمير عبدالله الفيصل فهو صاحب فضل بعد الله علي، فهو لم يتوقف عن متابعتنا بعد الانتهاء من اللعب، بل كان يتابع دراستنا في الخارج، وكان حريصا على المجموعة التي ابتعثت إلى أمريكا بأن يتحسن تحصيلهم العلمي، وعندما نحضر إليه كان يناقشنا، وأتذكر عندما سألني قائلا: «كيف إنجليزيتك»، وتحدث معي بالإنجليزي وعرفت أنه متمكن فيها، فالأمير عبدالله (رحمه الله) لم يكن يقف مع النادي الأهلي فقط، بل الاستفادة عمت رجال الرياضة والإعلام وغيرهم، والمواقف كثيرة يصعب حصرها، ويكفيني في يوم من الأيام بعد تخرجي من الثانوية ألتحقت بالكلية الحربية وهي رغبتي منذ الصغر، وبعد إنضمامي للكلية بشهرين إستدعاني القائد وطلب مني مغادرة الكلية بدون معرفة السب فبكيت، وعندما رجعت لمحافظة جدة وجدت والدتي فرحة بعودتي، وبعد ذلك ذهبت إلى النادي الأهلي للتدريب فوجدت سائق الأمير علي التركي (رحمه الله) فأخبرني أن والدتي طلبت من الأميرة الجوهرة أن تكلم الأمير عبدالله أن يعيدني كوني ولدها الوحيد، وبالفعل أمر الأمير عبدالله بإعادتي إلى جدة، وعندما ألتقيت به قال: «لا تحزن سأسجلك في الجامعة»، وأمر بصرف ألف ريال وهي مكافأة تفوق ما كنت أحصل عليه في الكلية الحربية، بل تفوق مكافأة موظفين كبار، واستمرت معي المكافأة حتى التخرج وفي نفس الوقت أستمررت مع الأهلي، وكان هذا الموقف نقطة تحول في حياتي العلمية والاجتماعية والرياضية، حيث واصلت مع الأهلي النجاحات وبالتالي عندما أتكلم عن الأمير عبدالله الفيصل فأنا أتكلم عن جزء كبير من حياتي.
• ما حقيقة الاحتكاك الذي تم بينك وبين الأمير ممدوح بن سعود عندما كان لاعبا، مما ترتب عليه منع الأمراء من مزاولة كرة القدم؟
هذا الكلام غير صحيح، والأمير ممدوح من خيرة اللاعبين مهاريا وخلقا، وكان من أفضل المهاجمين ولم يحصل بيننا أي احتكاك، تواجهنا في الملعب كسب الأهلي وكسب النصر ولم يكن هناك أي احتكاكات.
غياب خليجي
• ماذا عن إيقافك؟
تم إيقافي من قبل وزير العمل؛ نظرا لعدم مشاركتي مع المنتخب في كأس الخليج 1970ه في البحرين، مع أني كنت معتذرا بخطاب رسمي لمرض والدتي (رحمها الله)، كما تم إيقاف سعيد غراب والنور موسى بعد المشاركة في الدورة، وبعد مرور ثلاثة أشهر تم العفو وأصبحنا لاعبين نملك حق الانتقال فسجلت مرة أخرى في النادي الأهلي، وسجل النور موسى في الهلال وسعيد غراب في الأهلي.
عمالقة الكرة
• أبرز النجوم في الفترة التي لعبت بها؟
عندما نتكلم عن نجوم تلك الفترة، أنت تتكلم عن جيل من عمالقة الكرة السعودية، سعيد غراب، النور موسى، أحمد عيد، سعد الجوهر، البصمة، محمد سعد العبدلي، سعيد لبان، وعمر رجخان، من الصعب أن توجد لنفسك خانة بين هؤلاء النجوم فما بالك أن تكون أنت الكابتن فهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن تكون قائدا لهم ما لم تكن لديك قاعدة قوية، منها: الحضور الشخصي والقدرة على التوجيه، بالإضافة إلى نجوميتك كمدافع في الوقت الذي كان فيه مهاجمون مميزون. «أستمديت قوتي الشخصية من والدتي البدوية (رحمها الله)».
نظرة للأمام
• لو رجع الزمان للوراء على ماذا ستندم؟
بلا شك هناك أشياء كثيرة عملها الإنسان، ولو عاد الزمان لفعلها بشكل مختلف، لكن صدقني الزمان لا يعود للوراء فعليك أن تنظر للأمام وأن تعمل للمستقبل، ولا تلتف للماضي إلا لأخذ العبر والدروس المستفادة منه بحلوها ومرها.
بداية موفقة
• متى بدأت العمل الإداري في النادي الأهلي؟
أنتهيت من الدراسة في أمريكا عام 1403ه، وطلب مني الأمير محمد العبدالله الفيصل أن أكون نائبا له بصفته رئيسا للنادي، وحقق الأهلي في ذلك الوقت كأس الملك، ومن ثم استقال الأمير محمد العبدالله وتوليت أنا رئاسة النادي، وقد أستفدت من العمل في إدارة الأمير محمد، والحمد لله حقق الأهلي معي بطولة الدوري الممتاز وكانت تلك آخر بطولة دوري يفوز بها الأهلي في عهدي، ومن ثم حقق الفريق كأس الخليج في عام 1405ه، وهي أول بطولة خارجية للنادي، ومن ثم حصلت إشكاليات واختلفت الأجواء وأصبحت غير مناسبة للعمل، بالإضافة إلى أن الدعم لم يكن كافيا وبالتالي أستقلت.
فوارق متعددة
• ما هي الفوارق بين تلك الفترة وبين رئاستك الأخيرة للنادي عام 2003م؟
الفوارق كثيرة وكان الوضع يختلف من جميع النواحي، لاسيما أن الأمور الإدارية بعد أن ترأس الأمير محمد العبدالله الأهلي في 1403ه، طور العمل الإداري إلى ما هو أفضل في ذلك الوقت، وأحدث نقلة تطويرية بتعاقده مع مدربين عالمين مثل تيلي سنتانا، وأكملت أنا المهمة لموسمين، أما الفترة الثانية فقد أصبحت أكثر تعقيدا لتداخل الأمور وتقاطع كثير من الصلاحيات والإمكانيات والضغوطات، رئيس النادي بات أكثر عرضة للضغط المباشر فلم يكن هذا حجم الضغط الإعلامي والجماهيري أو حتى الشرفي، أي رئيس ناد في العشر السنوات الأخيرة يتعرض لضغوطات كبيرة؛ كون الهدف الأول تحقيق البطولة وليس المركز الثاني.
قرارات قاسية
• هل الضغوطات التي يواجهها الأهلاويون بسبب الغياب الطويل عن بطولة الدوري؟
غياب الأهلي عن بطولة الدوري مسألة ناقشناها مع الأهلاويين كثيرا، فالمسألة من وجهة نظري عملية لا تحتاج إلى وصفة سحرية حتى يحقق بطولة الدوري، وإنما تحتاج إلى عمل كبير حتى يعود، والواقع الذي يعيشه الأهلي يؤكد صحة كلامي، قبل ثلاثة أشهر سؤلت عبر منتديات النادي عن سبب معاناة النادي، فقلت بالحرف الواحد: الأهلي يحتاج إلى قرارات قاسية على النفس إدارية وفنية وإعلامية، هل تتصور أن في الماضي القريب لم تصدر قرارات حاسمة وتغيرات فنية وإدارية لتتحسن النتائج، وعندما قلت ذلك قالوا إن عبدالرزاق أبو داوود يتدخل في عملنا، إلا أن القرارات التي اتخذت أعادة الفريق إلى الطريق الصحيح برغم أنه لم يتعاف 100 في المائة، لكنه سائر في الطريق الصحيح.
الدعم المالي
• متى يحقق الأهلي بطولة الدوري؟
بطولة الدوري لها مواصفات وتحتاج إلى انضباط وإمكانيات فنية ونفسية عالية، ونفس طويل وموارد مالية لمواجهة الصعوبات، لاسيما الدعم المالي.
• هل كل التي ذكرتها موجودة؟
لو حقق الأهلي الدوري تكون إذا موجودة.
عمل جماعي
• من وقف معك في عام 2003م، لتحقق للأهلي حضورا جيدا كاد أن يحقق بطولة الدوري؟
العمل كان في الأهلي جماعيا برئاسة الأمير خالد بن عبدالله، الأمير منصور بن مشعل، عبدالخالق سعيد، وأحمد المرزوقي هؤلاء كانوا يدعموني إلى جانب مجموعة أخرى.
رؤية النفس
• هل الشخصيات التي اقتحمت المجلس الشرفي ولم يكن لديها خلفية رياضية هي من أضرت النادي؟
كل إنسان يعتقد أنه لديه شخصية تملك كل شيء، فلذلك تركت هؤلاء ليروا أنفسهم.
دعم بصمت
• هل أضافوا للأهلي؟
للأسف هناك من يعتقد أن حصوله على البطاقة الشرفية بمائة ألف ريال، يكون بذلك أضاف أمرا إيجابيا، هناك من يدفع الملايين ولم يتكلم وبدعمهم حقق الأهلي بطولات، ومع ذلك لم يتحدثوا أو يمنوا على الأهلي؛ لأن أعماله هي من تتكلم.
امتداد الماضي
• ألم تقل في ذات يوم «لو كان عبد الله الفيصل موجودا لما شاهدت ما يحدث للأهلي»؟
الإنسان عندما يتعرض لبعض الاهتزازات يستشعر الماضي المجيد ويستلهم زمانه وإنجازاته، وعندما نتذكر عبدالله الفيصل نتذكر معه المجد والحضور والمكانة الكبيرة ونستلهم منه الشخصية العملاقة لنربي أبناءنا، فالحاضر يجب أن يكون امتدادا لماضينا، عبدالله الفيصل وضع معايير رفيعة المستوى وأسس قوية، وعلينا أن نمضي قدما ومن يحيد عن تلك المعايير فعليه أن يرتاح.
قضية التنافر
• هل تؤيد مقولة إن الأقطاب في النادي الأهلي متنافرة؟
أنا قريب من الأقطاب الأهلاوية، وبكل أمانة ليس هناك خلافات شخصية، وقد تكون وجهات نظر مختلفة، وكل الأهلاويين يتمنون استمرارية عمالقة الأهلي الكبار، لكن ظروفهم وظروف الحياة متغيرة وهذا أمر طبيعي، الذي أود قوله إن قضية الأهلي ليست التنافر بين أقطابه، وكل من الشخصيات العملاقة تعد مفخرة لكل الأهلاويين.
• كيف ترى ابتعاد محمد العبد الله الفيصل عن الأهلي؟
خسارة.
اتجاه إجباري
• لماذا النادي الأهلي يقف على دعم شخص واحد؟
كل الأندية الآن تجد دعمها من شخص واحد؛ سواء كان الهلال أو الاتحاد أو النصر، وهذا ليس عيبا، و«أبو فيصل» لم يقصر مع الأهلي.
علم الغيبيات
• هل لديك نية للعودة لرئاسة الأهلي؟
نحن لا نعلم ماذا يحدث غدا، ولا أحب الحديث عن الغيبيات.
مرحبا بالتصادم
• يقال إن عبدالرزاق أبو داوود شخصية قوية لحد التصادم؟
إذا كانت المسألة مبادئ وقيما وعدم التنازل عن الثوابت التي تربيت عليها فمرحبا بالتصادم.
العودة للطريق
• هل أنت راض عما يقدمه الفريق الأهلاوي حاليا؟
فريق كرة القدم عاد إلى الطريق الصحيح، وإذا استمر سيكون له شأن بالنسبة للنادي بشكل عام، فهناك شكوى من هبوط مستوى الألعاب المختلفة، وأنا متأكد أن الأمير فهد بن خالد وإدارته يعملون لإعادة الألعاب إلى المنافسة، ولاحظت أن الأمير فهد بات يتابع ويحضر مباريات الأهلي والعودة قريبة، لكن هناك أمرا أريد أن أتحدث عنه وهو أن الأهلي بات يحقق إنجازات على مستوى المنشآت، ولكن للأسف الإعلام لم يعطها حقها، فمثلا إعادة الهيكلة الإدارية والمالية، ونحن مطلعون على الإضافة الاحترافية داخل النادي، فبعد الأكاديمية جاءت منشآت راقية، فهناك مركز عبدالله الفيصل لدرجتي الشباب والناشئين، والآن هناك مبنى مستقل بموظفيه وإدارته لفريق كرة القدم ستساعد على تطوير اللعبة مستقبلا.
مدرب متمكن
• ما رأيك في المدرب الصربي ميلوفان وكذلك اللاعبين الأجانب؟
المدرب يعرف ماذا يريد، يعمل باحترافية وبصماته ظهرت على الفريق، لم أشاهد له أخطاء، واستمراره الموسم المقبل أمر ضروري، أما اللاعبان فكتور والحوسني قدما صورة قوية ويشكلان هجوما مميزا، فيما يعد اندرسون لاعبا كبيرا، ولكن ربما ظروف الأهلي الماضية لم تساعده، وكذا الحال يسري على مارسينهو، الأهلي يحتاج مدافعا ذو إمكانيات عالية ولاعب محور، متى ما وجد الأهلي مدافعا ومحورا دون إبعاد أحد من الأجانب فهذا أمر جيد، لكن استمرارهم على حساب الدفاع فهذا أمر غير مجد.
أسباب الرحيل
• هل تعتقد أن الأهلي فرط في مجموعة من اللاعبين المميزين، أمثال: حسين عبدالغني، محمد عيد، وغيرهم؟
مغادرة اللاعبين الأهلي له أسبابه، محمد عيد أول ما ذهب كان مصابا والآن يعيش وضعا أفضل فنيا، وحسين عبدالغني هو من ترك الأهلي وذهب للاحتراف الخارجي، وانتقل انتقالا كاملا ولم يذهب إعارة، الأهلي لم يفرط في حسين عبدالغني، وإنما هو من أراد الانتقال خارجيا، لكن حسين عبدالغني من اللاعبين المميزين، وأنا معجب به كلاعب وهو يعرف ذلك جيدا.
الهلال الأقرب
• من تتوقع أن يفوز ببطولة الدوري؟
الهلال الأقرب في ظل الواقع الذي نعيشه، والاتحاد إذا عدل من وضعه وأوقف مسلسل التعادلات الغريب.
• كلمة أخيرة؟
أشكركم على إتاحة الفرصة، وأتمنى أن أكون قد أضفت للقارئ حديثا ممتعا يستفاد منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.