يشتكي الشباب الباحثون عن عمل من أن أرباب الأعمال يطرحون أمامهم متطلبات لا قبل لهم بها، مثل توافر الخبرة في المجال، وإتقان بعض المهارات، وإجادة اللغة الإنجليزية، كما يطلبون منهم العمل لساعات طويلة وبأجور زهيدة للغاية، فيضطرون إلى الانتظار سنين طويلة قبل أن يجدوا عملا يتفق مع إمكاناتهم ويناسب وضعهم، وفي بعض الأحيان لا يجدون. أما أصحاب الأعمال فيقولون إنهم في حاجة إلى أيد خبيرة، يعرف أصحابها كيف يقومون بواجباتهم بكفاءة، ويحرصون على الانضباط والجدية والإقبال على العمل بحماسة ورغبة، فلا يتغيبون ولا يتأخرون ولا يتقاعسون عن أداء ما يكلفون به من مهمات. وأن هذه المواصفات يقل توافرها في العامل المواطن، الذي يجمع بين عدم الجدية وغياب الانضباط وضحالة الخبرة، وطالما أنه بالإمكان توفير عاملين أفضل بأجور منخفضة وساعات عمل طويلة، فلم يلزمون بتوظيف من هم على غير ذلك؟ من الواضح أن المنافسة قوية على اقتناص فرص العمل بين المواطن والوافد، خاصة أن الوافد تتوافر فيه من الصفات ما لا تتوافر في المواطن مثل الخبرة والقبول بالأجر المتدني! ووزارة العمل في سعيها إلى حل هذا الإشكال واقعة بين مطرقة أرباب العمل، وسندان الشباب الراغبين في العمل ولا يستطيعون الحصول عليه بعد أن خطفه الغرباء من بين أيديهم. من حين لآخر ترتفع بعض الأصوات التي تطالب أرباب العمل أن يتخلوا عن أنانيتهم، وأن يضعوا مصلحة الوطن أمام أعينهم وأن يقدموها على مصالحهم، فيقوموا بتعيين الشباب وتدريبهم وصقلهم كي يصيروا مؤهلين للقيام بمهماتهم بكفاءة، كما يطالبونهم أن يتخلوا عن أطماعهم فيبذلوا مرتبات مجزية للعاملين وأن يحددوا ساعات العمل حسب الأنظمة العالمية المعروفة حتى وإن نتج عن ذلك خفض سقف الأرباح التي يتطلعون إليها. لكن مطالبة أرباب الأعمال بشيء كهذا، فيها مثالية خيالية بعيدة عن الواقع، فهي ليست تجعل حل المشكلة بيدهم فحسب، وإنما أيضا تجعلهم جميعهم فوق مستوى البشر بحيث تنتظر منهم أن يقدموا حلولا تضر بمصلحتهم المادية في سبيل تحقيق المصلحة العامة، وتتوقع منهم ألا يبالوا أن يضحوا بكل أريحية بمصالحهم الذاتية من أجل المصالح العامة، وتنسى أن رب العمل يهمه بالدرجة الأولى تحقيق الأرباح الأعلى، ومن فطرة الإنسان ألا يقنع بالربح القليل متى رأى بإمكانه تحقيق ما هو أكثر. ومن هنا يضحي تدخل وزارة العمل ضروريا لفرض أنظمة تحمي المواطنين من منافسة الوافدين، فما يجري الآن هو أن الحبل متروك على الغارب، إما لعدم وجود أنظمة ضابطة، أو لعدم الحزم في تطبيق ما هو موجود منها مما يسر للوافدين الانطلاق للعمل في كل مكان مستغلين خبراتهم ورخص أجورهم في مزاحمة المواطنين والتقاط فرص العمل من أفواههم. للحديث بقية، فإلى الغد إن شاء الله. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة