أثار فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هواجس القلق، حول مستقبل السلام في المنطقة، ما دعا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إسرائيل بغية الاستمرار في المفاوضات ووقف الاستيطان، الذي يعتبره الفلسطينيون شرطا للمضي نحو اتفاق سلام أو تسوية. وفي هذا الصدد أوضحت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين أشتون على هامش انعقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتنسيق للقمة الأوروبية التي تعقد يومي 16و17ديسمبر، أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتنسيق مع لجنة المبادرة العربية لبحث مستقبل المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي. وعبرت أشتون في تصريح خاص ل«عكاظ» عن القلق الأوروبي من توقف المفاوضات المباشرة ووصولها إلى طريق مسدود مؤكدة أن الاستيطان يشكل عقبة حقيقية في وجه السلام وأنه يتعارض بكل وضوح مع القوانين الدولية المعمول بها واصفة إياه بأنه عمل غير شرعي له نتائج سلبية على جهود السلام التي يتولاها الجانب العربي والأوروبي على السواء فضلا عن الولاياتالمتحدة معربة عن أسفها من تخلي الأخيرة عن سياسة إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان ملفتة أن هذا الملف مطروح ضمن مطالب الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي. ونوهت بأهمية تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط بهدف التوصل إلى تسوية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية القادرة على الحياة مشددة على أنه لا بديل لخيار الدولتين مشيرة إلى أن ملفات الحل النهائي تتصدر أولويات الملفات المطروحة على طاولة السلام في الشرق الأوسط موضحة أن وزراء خارجية الأوروبي يدرسون نتائج تقرير رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبيين حول وضعية مدينة القدس وقطاع غزة. وحول مسألة اعتراف البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 أكدت أشتون أن هذا الاعتراف مطروح على الاجتماعات الأوروبية فيما رأت أن موضوع الاعتراف ينبغي أن يجري في إطار عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط وهو ما بتطلع إليه المجتمع الدولي بشكل عام.