دعا عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات أمس، دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدسالشرقية، فيما يسود القلق الأوساط الإسرائيلية من التوصيات التي قد يخرج بها اجتماع وزراء خارجية تلك الدول في بروكسل. وقال عريقات في رسالة خطية بعثها لمفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي البارون كاثرين آشتون: “'نظرًا للحرص الشديد على الحفاظ على مبدأ الدولتين وعلى عملية السلام، وأمام التعنت الإسرائيلي واختيار الحكومة الإسرائيلية للاستيطان بدلًا من السلام، فإننا نتوجه إليكم ونحن نثمن مواقفكم وخاصة بيان الاتحاد الأوروبي الصادر في تاريخ (8 ديسمبر 2009)، وتوصيات رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية حول القدس وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من إجراءات في مجال فرض الحقائق على الأرض من خلال استمرار الاستيطانية وهدم البيوت وتهجير السكان. وأكد وجوب اعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولتين على حدود 1967 وعلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الأنشطة الاستيطانية كافة بما يشمل القدسالشرقية، مشددًا على أن هذه الخطوة وإن اتخذت من قبل دول الاتحاد الأوروبي ستشكل حماية نوعية لمبدأ الدولتين ولعملية السلام. يشار إلى أن دولتي البرازيل والأرجنتين اعترفتا الأسبوع الماضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود ال 1967، وقد رحبت السلطة الوطنية بذلك. وكانت مسودة للبيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هددت بتأييد إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام، في رد فعل أولي على إخفاق الإدارة الأمريكية في رعاية المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وهو ما كرسته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي اكتفت بدعوة الطرفين للعودة إلى طاولة التفاوض، من دون أن تقدّم أي بديل عن عجزها أمام التعنت الإسرائيلي المتمثل في رفض أي تجميد جديد للبناء الاستيطاني، بحسب “السفير” اللبنانية. وكشفت “القناة العاشرة” في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن صدمة في أوساط الحكومة الإسرائيلية من تهديد أوروبي بتأييد إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام. وأشار المراسل السياسي للقناة إلى أن هذا التطور ينظر إليه في إسرائيل على أنه نوع من “أثر الدومينو” بعد اعتراف دول أمريكية لاتينية بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967. وترى بعض الأوساط الإسرائيلية في التهديد الأوروبي نوعا من “العصا الأمريكية” في أعقاب فشل الجهد الأمريكي في تحريك العملية السياسية عبر بوابة تجميد الاستيطان وأن الأوروبيين هنا يعملون بدفع من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأشارت القناة إلى أن هذا التهديد يكمن في مسودة قرار سيعرض أمام مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ويتعلق بالقضية الفلسطينية. وما شكل الصدمة لإسرائيل هو أن المبادرة الى مشروع القرار هذا جاءت من ألمانيا، التي تعد الصديق الأقرب لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي. وتشير المسودة إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد إذا لم يتحقق الاتفاق حول ذلك خلال عام. وستعرض الوثيقة على الاجتماع الوزاري للتصويت عليها. وتقول الوثيقة إنه إذا لم يتم التوصل خلال عام إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين فإن الاتحاد سيؤيد الموقف الفلسطيني بإعلان الدولة من طرف واحد عبر تأييد “حل من خارج المفاوضات”. واقتبست القناة عن الوثيقة التي قالت إنها وصلت ليدها إشارة إلى تقارير البنك الدولي التي تشهد بأن السلطة الفلسطينية ستكون قريبا ناضجة لإعلان الدولة المستقلة. وتتحدث الوثيقة أيضا عن أن الإجراءات التي انتهجتها إسرائيل أخيرا في غزة لتسهيل حياة الناس ليست كافية. وتربط الوثيقة بين تطوير العلاقات الأوروبية الإسرائيلية وقيام الدولة الفلسطينية. وتشكل هذه الوثيقة مصدر قلق شديد للقيادة الإسرائيلية، التي ظنت أن عدم مجاراة الأمريكيين يكسبها هدوءًا على الجبهة الدولية. وكانت مؤشرات هذا التطور قد لاحت في الوثيقة التي وقعت عليها 26 شخصية أوروبية مهمة دعت الاتحاد إلى ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.