التحولات المجتمعية تشبه توابع الزلزال، لا يمكن ترتيب مخرجاتها، أو توقعها، فتأتي بالمرغوب، وغير المرغوب من الظواهر مؤقتا، كما أن التحولات يصعب وقفها حتى تصل إلى غايتها. والتحولات الحادة مثل توابع الزلزال تأتي بصراخ، وعويل لأنها تكسر تقاليد قائمة، وتهدم بعض أبراج القيم غير النافعة، المتجذرة في الحياة الاجتماعية على أرض الواقع، ومهما علت أصوات الاعتراض، والصراخ فالحدث في التحولات يسير نحو الأفضل، وليس نحو الأسوأ عكس التوقع المباشر، فيصحو أناس من سبات، وآخرون يغيرون مواقعهم، وفئة من الناس لا تستجيب فتخرج من مجمل المفاهيم منغلقة على نفسها، ونحن نراها بيننا رأي العين، رغم عدم اكتمال حدث التحولات في حياتنا، ظهور معالم القيم الجديدة. مجتمعنا الناشئ، والمتطلع لأفق أفضل لا زال يمر بحالة من التغير السريع تؤلم كثيرين ويفقدون مواقعهم التقليدية مما يجعلهم أكثر ضيقا بحياتهم ونرفزة، لأنهم يخسرون مصالح ومميزات ناموا فيها بعسل الأيام، فالتغيير لهم هو الضرر، وقطع الأرزاق، وفقد السلطات كمرجعيات لأتباعها، ومن حولها، وهنا يأتي دور قيادات الرأي في تخفيف أثر التغيير، والتأكيد للناس أن التغير في صالح الجميع، وأنه جزء من سنن الكون العظمى، لكي يتطور البشر، وتتجدد الحياة، وأن دوام الحال من المحال، فالله جل جلاله يتيح في كل زمن عمارا جددا يعمرون أرضه بما يشاء لا يردهم عن ما أراده أحد من الناس. أيضا التحولات الحالية في المجتمع السعودي على مستوى الفرد والجماعة، جاءت بظواهر يمكن أن تنسب إلى مفهوم الفردانية، وهو في أحد جوانبه شيء إيجابي في التخلص من التواكل، والركون للدعة، والكسل، وجعل الفرد يبحث عن قدراته لتحقيق مكانة اقتصادية تجعله في حد الاكتفاء في المجتمع دون الانتساب والتفاخر، لكنه أيضا قلل أواصر جميلة من الترابط الأسري، وهذا بسبب الاستقلالية الاقتصادية للفرد، حيث ساعدته استقلاليته على اتخاذ قرارات خاصة بنفسه دون النظر لمن حوله بكثير من الاعتبار. أما الجانب السلبي لهذا ما نسمعه من البعض من تباعد الناس، واختفاء التواصل الحميمي، وصلة الرحم، وهي أمور يفرضها نمط العيش الجديد، وتعززها حياة المدينة المتباعدة. من كل هذا يكون الوعي للمرحلة أهم ما يلزم الإنسان في حياته وهذا يستلزم عدة أمور منها تغيير المواقع للفئات التقليدية والمرجعيات لاقتناص فرص جديدة للخروج من العزلة النفسية، وقبول خسائر الزمن في المال، والسلطة، فربنا يداول الحياة بين الناس. أيضا من يأتون من القاع إلى السطح بفعل التحولات يكون عليهم فهم ما يحدث، تغيير حياتهم بما يناسب المستجدات، وعدم التذبذب وعدم الفهم لما وصلوا إليه والجنوح إلى النكوص. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز240 مسافة ثم الرسالة