حمد الرقعي أحد رواد كتابة الدراما في الكويت، ومثل هذا الرجل له عين ترصد الأشياء، والناس بعين فاحصة، تحدث كثيرا عن فقد المروءة في رصده للمجتمع الخليجي خلال ربع القرن الماضي، وظهور سلوك من سوء الخلق غير منضبط بقيم المجتمع، وكنت معه ألاحظ بعض الأشياء التي جاء بها المتغير الاجتماعي، وأعزو هذا إلى النقلة المدنية للأفراد، وشيوع فكرة (الفردانية) والخروج من مرجعية القبيلة، والعائلة، والقرية في تفاقم الظروف الاقتصادية، والمعيشية. من هنا جاءت المشكلة أن جيلا من الشبيبة قل عنده الشعور بالآخرين من حوله في سلوكياته، وأهم ما لاحظه حمد سلوك العنف الاجتماعي، حيث يتقدم العنف على التفاهم في مواقف اختلاف وجهات النظر، وهذه الحالة تحدث بعد حوادث السيارات عندما نرى أن أحد الأطراف نزل، وتنمر وضرب الآخر، أو المشادات حول الوقوف في الطابور، وبالتأكيد فالعصابية تسبب العنف، والتصرفات الهوجاء. وقد يتجاوز الأمر هذا إلى التصرف العنيف دون معرفة الملابسات مثل حادث الطفلين يلعبان في ساحة المدرسة فيصدمان بعضهما وتستلزم حالتهما استدعاء الإسعاف، ويتصل مدير المدرسة بأولياء الأمور فيحضر خال أحد الطفلين هائجا مثل المسعور ويوسع المدير ضربا حتى ينقل للمستشفى، وفي ظنه أن المدير من ضرب ابن أخته. هذه هي الحكاية المنشورة في الصحف المحلية ودلالتها ليست في العصابية العمياء، فكأن الخال جاء بقصد الضرب بصرف النظر عن الموضوع. وهذا التصرف يدعم فكرة قلة الخلق، وفقدان القيم التي تعطي للتعليم ومسؤوليه احترامهم، أو مجرد التفكير بالقيم الاجتماعية والنظامية بمجملها، وهي شبيهة بقصة صاحب معرض السيارات الذي انتظر الموظف الكبير الذي استدان منه سيارة ولم يسدد القسط، وبالتعاون مع ابنه الشاب (ونعم التربية) انزلا الموظف بالقوة ليأخذا السيارة، وكأننا في بلد ليس فيه شرطة، ولا قضاء. مثل هذا السلوك الاجتماعي العصابي العنيف الذي يأخذ النظام باليد سلوك خطير كما لاحظ صديقي حمد، قال لي إنه شهد مضاربة بالسكاكين في الشارع، والسبب أن أحدهم سأل الآخر لماذا تنظر إلي، وكثير من الشغب والمضاربات تحدث في المدارس وخارجها، وينقل منها مصابون للمستشفيات، وبعدها تشهد المستشفيات بين مضاربات لاحقة، وشغب بين المساندين لمصابين منومين بسبب مضاربة سابقة. يبدو الموضوع وكأنه فيلم كوميدي من أفلام (المليودراما)، حيث الضحك على غير المعقول، لكنه واقع في مجتمع يتغير دون استيعاب لأثر التغيير على حياته، أتمنى التنبه من قبل المختصين للظاهرة وبدء إعلام توجيهي حوله فيكفي أن تقل المروءة ولكن لا نريد العنف الاجتماعي. التنوير حول السلوك النظامي وخطر العصابية في التصرف مهم قبل تفاقم الأمور لسلوك همجي بكل معنى الكلمة حتى لو جاء من متعلمين ومثقفين، فالعنف البدني مرحلة متخلفة من سمات الطبقة الدنيا في الحيوان، حيث تبادر بالعنف عندما تتلقى ما يوحي لها بالعنف، دون تمحيص لكن الأمم المترقية أفرادا، وجماعات لا تسلك السلوك العدواني الفوري بقدر ما تتبنى العقل حتى في قضايا تستلزم العنف البدني، وتؤجل العنف عندما لا يكون مفرا منه للدفاع عن النفس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز240 مسافة ثم الرسالة