انتقدنا سابقا ولفترات طويلة أسلوب التدريس في مدارس المملكة مما ينتج عنه مخرجات تعليمية جمدت عقولها وبرمجت على نمط التفريغ السريع بعيدا عن الإبداع والتطبيق السليم في كل مرحلة تعليمية، وبما أن أسلوب التعليم في الماضي المستمر ينتج عنه أفراد متعلمون مجمدو الفكر بسبب موت وركود بعض خلايا الدماغ كونها لا تمارس عملها بشكل طبيعي من خلال التفكير والإبداع في التحصيل العلمي، ولا تقف المشكلة فقط عن حدود المراحل الدراسية بل تصل إلى مرحلة الدراسات العليا في مختلف الجامعات في المملكة، فهناك مواد تحتاج إلى تفكير وتحليل حيث نجد أن أسلوب الاختبارات لا يتجاوز سؤالا مقاليا واحدا فقط يسرد الطالب جميع ما في رأسه دون التفكير في إجاباته مما ينعكس ذلك سلبا على نمط التركيبة الذهنية للطالب في المستقبل.واليوم تواجه الكثير من الشركات صعوبة في التعامل مع مخرجات التعليم لعدم وجود مخيلة ذهنية ولا حتى لغة عالمية تحقق للمتقدم مكانة جيدة بين الموظفين المستقدمين. واليوم تعقد لجان متخصصة لتقييم أسئلة الاختبارات في الجامعات المختلفة على أمل أن تطبق فعلا فعاليتها في كافة التخصصات دون استثناء مع مراعاة الفروق الفردية للطلاب والطالبات في المرحلة المختلفة.وهكذا يجب النظر إلى عمليات التعلم والتعليم بوصفها عمليات تواصل وتفاعل هادفة بقصد إحداث تغييرات وتطويرات سلوكية محددة تهدف إلى تأصيل الإبداع والتطبيق السليم للمنظومة التعليمية كما ذكرت آنفا . وقد تكون تلك التغييرات المقصودة والمرغوب فيها والمطلوبة بصفة عاجلة في أي من مجالات المعرفة كالحقائق أو المفاهيم والمبادئ أو النظريات والمهارات العقلية والمناهج العلمية والتعليمية. أو في مجالات الأداء النفسي والحركي كالمهارات الأدائية العملية والتعليمية والفنية. وفي كل ذلك كنا نشير بأصبع الاتهام إلى المعلم. إلا أننا يمكننا القول إن طرق التدريس التقليدية وأساليبها والمناهج التي لا تتوافق وسوق العمل والتي أشبعت نقدا وقدحا لم يأت بها المعلم من بيته وإنما هي مهارات تعلمها واكتسبها في المدارس أو الجامعات التي تخرج منها، فإذا لم نغير نمط التأهيل الأساسي للطالب منذ بداية دراسته بالحضانة وحتى تخرجه من الجامعة من خلال العديد من الأساليب التعليمية الحديثة ومنها التعلم الذاتي والتفكير الإبداعي ومهارات البحث العلمي والاستنباط والاستقراء واستخدام تقنيات التعليم الحديثة وغيرها، وهذا لن يتأتى إلا بالتنسيق الدقيق بين المجتمع بكافة أطيافه ومتطلباته واحتياجاته وبين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي.. وهي دعوة أوجهها لأصحاب الفكر والرأي والابتكار ليدلوا بدلوهم من أجل الوصول إلى مواكبة خريجي المدارس والجامعات السعودية لأرقى المستويات العالمية والتفوق بمهارات خاصة على كافة المستقدمين لدينا على اختلاف جنسياتهم.. وحينها سنسعد بتقديم الشكر والتقدير لكل من ساعدنا في نهضتنا ونفخر بتولي أبناء البلد كافة الوظائف المتاحة لغيرهم. تهاني الجهني منتجة برامج في مجموعة mbc