طالب الزميل هادي الفقيه مدير التحرير للشؤون المحلية في «عكاظ» بضرورة سن قوانين واضحة وصارمة في العالم العربي يطلق عليه قانون بث المعلومة، يحمي الحريات ويمنع التعدي بالسب أو القذف أو نشر الأخبار المغلوطة أو التأثير على الأمن الوطني وإثارة الفتن والتفرقة ويعزز الصدقية في الإعلام الجديد، مؤكدا على ضرورة أن لا يقيد النظام الصحف والمواقع الإلكترونية كي لا تكون نسخة مكررة من الإعلام التقليدي. وشدد الفقيه إبان مشاركته بورقة عمل في ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، على أن «الضمير والرقابة الداخلية هما الأهم من كل قوانين الدنيا». وشارك مدير تحرير «عكاظ» في الجلسة التي حملت عنوان «الإعلام الجديد بين الحرية والمسؤولية»، وأدارها الزميل فؤاد أبو حجلة رئيس تحرير صحيفة «الغد»، بمشاركة مستشار التسويق الإلكتروني مالك ششتاوي، مقدم البرامج لموقع «اكبس» الإلكتروني محمد جرادات، ووائل عتيلي المشرف على موقع «خرابيش». وبين الفقيه أن أولى الخبطات الصحافية إلكترونيا في المملكة سجلها موقع منتديات مغمور انفرد بصور عن حادث بين رجال الأمن والفئة الضالة مطلع مايو (أيار) 2004، مشيرا إلى أن الشاب الذي التقط الصور وكتب الخبر باعها لوكالة رويترز، في حالة مشابهة بعد 41 عاما لصور مقتل الرئيس الأمريكي جون كيندي عندما باع مواطن يعشق التصوير لمجلة لايف Life الصور بمائة وخمسين ألف دولار بينما الشاب السعودي لم يبعها بأكثر من 500 دولار. وذكر الفقيه أن الفرق بين الإعلام الجديد والتقليدي يكمن في الحرية التي يمتلكها المدون أو محرر الموقع الإلكتروني، لافتا إلى تميز وسائل الإعلام التقليدية بالرقابة المؤسساتية. واستشهد برأي المدونة ذائعة الصيت إلكترونيا إحسان فهمي التي ترى أن «القيود ليست أداة سيئة دوما، فهي تحكم اندفاعات الناس الطائشة وأفعالهم المسومة بإيذاء الآخرين». وأكد الفقيه أن المسؤولية التي يضطلع بها الصحافيون الممتهنون للإعلام الجديد الإسهام في دعم التنمية في دول العالم العربي وتطوير الأنظمة السياسية والمشاركة الشعبية الحقيقية واتساع دائرة الصداقات والمعارف وطي المسافات الطويلة. مبديا تخوفه من الاستخدام السلبي لهذه الحرية فتتحول هذه النعمة إلى نقمة وتصبح وسيلة لتغذية العنصرية والتفرقة والفوضى والإرهاب وتخريب العلاقة بين الشعوب. واستعرض الزميل هادي نماذج إيجابية للإعلام الجديد، مثل بث المقاطع والأخبار عن فاجعة سيول جدة، وأخرى سلبية تسببت في كوارث أسرية وقبلية ومذهبية. وخلص الفقيه إلى أن المستقبل للإعلام الجديد ومعظم وسائل الإعلام في العالم تتجه للتحول التدريجي وفي المملكة وحدها 120 صحيفة وموقعا إخباريا، مشيرا إلى تجربتي «بي بي سي» التي قللت من أهمية المدونات واليوم تملك موقعا مهما للتدوين، وصحيفة الجاردين البريطانية التي يزورها يوميا 16 مليونا بينما يشتريها ورقيا مليونان فقط.