ناقشت ورشة عمل «المحتوى الإعلامي العربي... أشد قرباً... أكثر تفاعلاً»، التي انعقدت في إطار فعاليات اليوم الأول من الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العربي التوجهات الجديدة لصناعة المحتوى الإعلامي من حيث بروز مفاهيم مثل إعلام القرب والإعلام الاجتماعي التي تشكل حالياً تهديداً لوسائل الإعلام التقليدية. وأدار الورشة سحر الميزاري، الإعلامية في تلفزيون دبي، مؤسسة دبي للإعلام، كما ضمت قائمة المتحدثين كلاً من جورجيو أنجانيا، المدير التنفيذي، المبادرات الإعلامية، جامعة زايد، وروان الضامن، منتجة ومخرجة برامج، قناة الجزيرة، وساجد العبدلي، الكاتب في جريدة الجريدة، دولة الكويت، وفيصل عباس، مدون، صحيفة ذي هافينغتون بوست، ووائل عتيلي، شريك مؤسس ومدير الاستراتيجيات الإبداعية، شبكة خرابيش. وركزت الورشة على دور وسائل التواصل الاجتماعية التي لعبت دور وكالات الأنباء والإعلام الكلاسيكي في نقل المعلومات، فقد باتت الصورة مستخدمة بكثافة ليختلف إعلام اليوم تماماً عن إعلام الأمس مثل الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية. كما تناولت موثوقية المضمون المعتمد والموثق الذي يجري تناوله في ظل الثورة الإعلامية الجديدة. وقالت روان الضامن: «ليس لدينا إعلام قرب عربي، حيث إننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، فالمثال الكلاسيكي لإعلام القرب هو الإعلام الأمريكي، فكل ولاية لها أخبارها المحلية بعيداً عن البقية. ويجب على إعلام القرب أن يعكس نبض الشارع، وعلى الصعيد العربي لم تهتم القنوات العربية بالشأن المحلي، في حين كانت القنوات المحلية تغيب المشاكل التي تعني المواطن.» أما ساجد العبدلي فقد قدم تعريفاً أكاديميا لإعلام القرب إذ قال: « إن إعلام القرب هو كل إعلام يهتم بشؤون فئة أو شريحة أو تخصص معين. لذلك لا يسمى الإعلام الاجتماعي بإعلام القرب بل إعلام الفرد، حيث أصبح الفرد يحدد اهتمامه عبر ما ينشر بناءً على احتياجاته.» ولخص وائل عتيلي مشهد الإعلامي الجديد بالقول: «إن أهم قنوات إعلامية حالية هي يوتيوب وفيس بوك وتوتير، الأمر الذي يؤكد على تغيير التوجهات الإعلامية، حيث يتم تسجيل مليون مستخدم و150 مليون مشاهدة يومياً من المنطقة العربية. كما أن المواضيع السياسية والإخبارية هي الأكثر جاذبية، من حيث الاستهلاك، كما تعد السعودية والإمارات والكويت من أكثر الدول على مستوى العالم استهلاكاً لمقاطع الفيديو.» خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير انضم مليون مشترك إلى موقع فيس بوك في مصر. وخلال الثورة التونسية، كان هنالك 2 مليون مشترك على الفيس بوك، لذا فقد أصبحت هذه المواقع مصادر معلوماتية هامة، على مستوى جميع الشرائح الإجتماعية. وعليه فإن التوجه نحو إعلام القرب وقدرة الفرد على صنع إعلامه، في مواجهة جدران من التحديات في سائل الإعلام التقليدية التي فرضت بناء صناعة إعلام على مواقع تتيح مساحة الحرية.