كشفت دراسة أجرتها الباحثة فوز العنزي عن ارتفاع معدلات الانتحار لدى الفتيات في المملكة رغم أنها أقل من الذكور، مبينة أن غالبية المنتحرات من غير المتزوجات من فئة الطالبات، واستخلصت في بحثها الذي أجرته على عينة من بنات الرياض أن عدد المنتحرات أو من حاولن وصلت في عام 1422ه إلى 110 لينخفض في عام 1423ه إلى 23 حالة ويرتفع إلى 26 في عام 1426ه، مرجعة ارتفاع نسب الانتحار إلى المشكلات العائلية بنسبة (46.7 في المائة)، ثم المشكلات الزوجية بنسبة (26.5 في المائة) ، ثم الصراع مع الآخرين بنسبة (13.3 في المائة). وقد علقت الباحثة النفسية الدكتورة ميسون الدخيل على القضية بقولها «كثير من الفتيات يلجأن للانتحار لدينا بسبب ما يتعرضون له من ضغوط نفسية واجتماعية مشيرة إلى ضرورة وجود خط ساخن مع الصحف أو مراكز جمعيات حقوق الإنسان يشرف عليه إخصائيون ومتطوعون ليستمعوا للشبان والفتيات الذين يتعرضون للاضطهاد والعنف قبل أن يصلوا لمرحلة اليأس التي تقودهم للانتحار، ومرد ذلك في مجتمعنا للتفكك الأسري والعنف والاضطهاد والذي يكثر ويتعاظم ضد المرأة، مشيرة إلى أن عضل الفتيات أحد الأسباب المؤدية للانتحار، إضافة لضعف الأم أمام التسلط الذكوري في المنزل، موضحة أن الفتيات المنتحرن يفضلن الانتحار بشكل مفرد وبعيدا عن العيون. وأكدت عضو جمعية حقوق الإنسان سهيلة زين العابدين أن دراسات الجمعية أثبتت أن الحالات التي تفكر في الانتحار تعاني من العنف الأسري والتحرش من الأقارب مبينة أن الجمعية تبحث مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية أن تكون دار الإيواء مكانا للتأهيل المهني والنفسي والاجتماعي لمن تجعله ظروفه يفكر في الانتحار، مشيرة إلى أن الجمعية استقبلت حالات تعرضت للعنف وهي ترغب في الانتحار إلى عدم قدرتها على تحمل الضغوط التي تمارس عليها من قبل أفراد أسرتها، ولاحظ مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة أن الفتيات أكثر عرضة لمحاولة الانتحار ولكنهن الأقل انتحارا، مشيرا إلى أن هناك فتيات يملن لمحاولات الانتحار لجذب انتباه أسرهن والمقربين لهن والتعبير عن مشاعرهن. وعن طرق العلاج أوضحت رئيس مكتب الأمل للاستشارات النفسية والاجتماعية الدكتورة نادية نصير أن هناك ثلاث طرق للعلاج وهي العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج الاجتماعي.