نفى عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي بن عباس حكمي أن يكون كل منتحر في النار، مشيرا إلى الشخص إذ وصل إلى مرحلة من المرض النفسي والكآبة بحيث لا يفرق بين الحق والباطل والخير والشر ويعتبر مريضا في عقله فإنه لا يؤخذ بأفعاله؛ لأن من فقد عقله فقد رفع عنه القلم، مؤكدا على أن من انتحر وهو بهذه الحالة فإنه لا يشمله عقاب المنتحر ودخول النار وهو تحت رحمة الله، مشيرا إلى أنه قد يؤجر وتكون معاناته ضمن ميزان حسناته؛ لأنه لم ينتحر بإرادته. وبين الحكمي أن الانتحار يعد من كبائر الذنوب بإجماع أهل العلم، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الفعل وتوعد أصحابه بالعذاب الشديد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهِدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال، قاتل هذا الرجل قتالا شديدا، «أي: مع المسلمين» فأصابته جراح، فقيل يا رسول الله: الذي قلت آنفا إنه من أهل النار، قد قاتل قتالا شديدا، وقد مات، فقال عليه السلام إلى النار!! فكاد بعض المسلمين يرتاب، وقالوا: كيف يكون هذا في النار؟! فبينما هم على ذلك إذ قيل لهم: إنه لم يمت، ولكن أصابته جراح شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فأخذ ذباب سيفه فتحامل عليه فقتل نفسه، فأخبر بذلك رسول الله فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله. وعد الحكمي كثرة قضايا الانتحار؛ بسبب نقص الوزاع الديني وعدم الصبر على ابتلاء الله، مبينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اليأس والقنوط من رحمة الله ودعا إلى الصبر وتوعد الصابرين بالجزاء الكبير. من جانبه، أوضح المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق أن المنتحر يصلى عليه بخلاف الفكرة السائدة عند الناس، مبينا أن من لا يصلى عليه فقط هم الناس أصحاب المكانة الكبيرة في المجتمع والواجب عليهم أن يهجروا ذلك، مفيدا أن المنتحر يغسل ويكفن ويصلى عليه، مشيرا إلى أن المنتحرين تحت رحمة الله فلا يمكن الحكم عليهم بالجنة أو النار، وأكد المطلق على أن الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب توعد الله صاحبها بالعذاب الشديد.