أكد الإعلامي داوود الشريان «أن تولي المرأة منصب رئاسة تحرير الصحف، بعد موافقة الوزارة أخيرا، يرمي الكرة في ملعب المؤسسات الصحافية»، مؤكدا «أن المرأة تتمتع بكامل حقوقها في عهد خادم الحرمين الشريفين». وأضاف الشريان البارحة الأولى في اثنينية عبد المقصود خوجة «يجب على المؤسسات أن ترشح أسماء ذات كفاءة لهذا المنصب، وألا تستبعد النساء إذا وجدت من تستحق منهن منصب رئيس التحرير». الأمسية شهدت العديد من المداخلات، واستهلها عبدالمقصود خوجة، مرحبا بالضيف الذي وصفه ب «كبريت الصحافة السعودية». واستطرد خوجة قائلا: «ضيفنا اليوم فراشة ترقص لتوقد نارا دون أن تحترق ثم تنتقل لمكان آخر، فهو كبريت الصحافة لا يريح ولا يستريح، عرف في دبي بالمجموعة الساطعة، وفي السعودية بالابن الضال، ويعتبره الشباب مصباح الصحافة، واسماه المشايخ شيطان الصحافة، فهو شخص يتحدث عن الدراما والاستثمار والاقتصاد والاجتماع بطريقة مباشرة غير مهيب بأحد سواء أفرادا أو مؤسسات وكل هذا لأنه مؤمن بدور السلطة الرابعة وأن الكلمة يجب أن تقال مهما كان الثمن، وفي الإذاعة فهو صاحب الطلقات النارية التي يجب أن تصيب الهدف دائما، وقد رأى أن السخرية أفضل أنواع الكتابة، ولكنه رآها تحتاج إلى مساحة لا حدود لها». الدكتور عبد الله مناع وصف الشريان بأنه «من الشجعان منذ البداية، وكان هذا واضحا من عنوان عاموده (أضعف الإيمان)، وهو عنوان تبريري، وإذا كان الرأي في الصحافة أن تقول لا، فقد كان داوود أشجع من قالها حتى سمي بلغة المشايخ شيطان الصحافة، وكان بارعا في التنقلات، ويعد وصوله لرئاسة مطبوعة الدعوة والمسلمين إحدى المعجزات، لأنه يمتلك ذكاء حادا تجده يتقدم خطوة ويتأخر خطوات فهذا هو الشريان». الكاتب والإعلامي يحيى باجنيد قال: «أنا أتحيز لأشياء وأتملص من أشياء، لأن الحذر عندي كبير، أما داوود فلا يحذر مطلقا». ضيف الاثنينية سلط الضوء على مسيرته الإعلامية والفنية والكتابية، قائلا «لم أفكر في العمل الصحافي، حيث كنت مولعا بالمسرح منذ المرحلة المتوسطة، ولعبت دور البطولة في إحدى المسرحيات، وأخذت المركز الأول في المملكة ثم خضت تجربة الكتابة عن مسلسل تلفزيوني درامي، ومن إعجابي بالمسرحيات الكويتية، ولأن قدري جميل، قابلت المخرج محمد رشدي سلام وكون منا أنا وبكر الشدي وراشد الشمراني وبعض الزملاء فريقا ناجحا، وقمنا بعرض مسرحية سوق الحمير في القاهرة ثم قررت الكتابة النقدية للمسرح ودخلت باب الصحافة من هنا وتنقلت في أكثر من مطبوعة وتأثرت كثيرا بمحمد العيجان الذي كان يكتب بطريقة مختلفة». وأضاف الشريان «كان للدكتور محمد عبده يماني دور مهم في حياتي، حيث سعى لإصدار تصريح لأكون أول سعودي مصرح له للعمل في وكالة أجنبية، ثم انتقلت لرئاسة مطبوعة الدعوة والمسلمين، وكانت مفاجأة للناس، وأظن أن هذه التجربة أشبه بالدراما، وسوف أوثقها في كتاب». وتراجع الشريان عن رأي أطلقه قبل سنوات عدة «قلت زمان بأن وزارة الإعلام يجب أن تغلق لأن صحافتنا لا ترتقي إلى مستوى الصحف في الأقطار الأخرى، ولكن الوضع اختلف الآن، فلا يستغل أحد هذا الرأي القديم ضدي». وحول مداخلة نصت على «هل هناك خط أحمر في الصحافة يجب ألا تتجاوزه؟» أجاب الشريان «ليس كل ما يعرف يقال، وليس من الصحيح نشر كل شيء، وقد قال هستر «أن ترضى بربع رغيف خير من أن تتضور جوعا، فالقبول بقليل مستمر خير من كثير منقطع». وأضاف «نحن الآن نستطيع أن نتحدث وبصراحة في الإعلام عما في يد الحكومة، ولكننا لا نستطيع أن نتحدث عما في يد الأفراد، وهنا نجد أن المشكلة تكمن في المجتمع ومدى ثقافته وتقبله للتغير، وأتوقع بعد 20 عاما من اليوم سنحظى بهذا المجتمع الشفاف». وحول تجربة الشريان في التمثيل، سأله أحد الحضور «خضت تجربة التمثيل، فهل حقا أن الصحافي ممثل بارع؟». وأجاب الشريان «ربما يكون هذا صحيحا في التلفزيون، أما في الصحافة والإذاعة فهذا لا يوجد، لأن التعاطي مع الصحافة شيء مختلف تماما، وقد لا يبرع فيه الكثيرون». إحدى الحاضرات طرحت قضية المرأة وأشادت بتناول الشريان لها في برنامجه الإذاعي وطالبته بمناقشة قضية أبناء السعودية، فوعد الشريان بأنه سوف يناقش الموضوع في القريب العاجل. وتسأل آخر عن موضوع التأشيرات الخاصة بالسعوديين للخارج، ورأى الشريان «أن السفارات من الإيطالية والألمانية وغيرها تعاطت معنا بشكل جيد، وقد لعبت الخارجية السعودية دورا مهما وجيدا في هذا الجانب، لذا أجد ضرورة الاستمرار في هذا الموضوع إلى أن يحل تماما». وعلق الشيخ عبد المقصود خوجة في نهاية الأمسية على مداخلة أحد الحضور، بقوله «نجاح الاثنينية لا ينسب لي أنا فقط، فأنا لا أمتلك سوى الكرسي الذي أجلس عليه، فالاثنينية هي جهد 400 شخص فقدنا منهم 168 شخصا، كل هؤلاء لهم الفضل في استمرارنا لمدة 29 عاما». وسوف تكرم الاثنينية الأسبوع المقبل الدكتور محمد بن راشد الفقيه استشاري جراحه القلب.