أكد الكاتب والإعلامي داوود الشريان أن الصحافة السعودية لعبت دوراً كبيراً على رغم كل الظروف ويجب أن ننصفها ولا نقسو عليها، لافتاً إلى أن مهمة الصحافي إثارة الأسئلة وليس كشف المستور فقط، مشيراً إلى أن الجمهور هو من يطور الصحافيين والإعلاميين وقال: «إن الصحف السعودية أصبحت مقروءة بشكل كبير ثم إن الإنترنت كسرت الحواجز وأصبحت منافسة محلياً ودولياً» مضيفاً: «الصحافة اليوم خبر وصورة ومقالة، وهناك كتاب سعوديون في الصحف قد تطورت الكتابة لديهم على رغم كثرة الترهل والأعمدة كما أن هناك أقلاماً نسائية لافتة ومبهرة». ولفت إلى أن تولي المرأة رئاسة التحرير في مرمى المؤسسات الصحافية الآن بعد موافقة وزير الثقافة و الإعلام مشيراً إلى أن المرأة في عهد الملك عبدالله بدأت تصل لمناصب عليا، وجاء الوقت لتحضر المرأة وتسهم جدياً في بناء الوطن فعلينا أن نرسل للوزير الطلبات لينفذ هذا الوعد. وكان الشريان يتحدث في حفلة تكريم أقامتها «إثنينية خوجة» في جدة مساء الاثنين الماضي عن تجربته مع «العربية» وتجربته الصحافية وعن برامجه الإذاعية والتلفزيونية التي اتجهت للمواطن والمسؤول باحثة عن الخلل ومحاولة إصلاحه. وقال: «إن سر نجاح برنامجه الإذاعي «الثانية مع داوود» في «mbc fm» هي اتصالات المستمعين فالناس هم من صنعوه وكثير من المسؤولين يتابعونه وشجعونه بل يعتبرونه مقياساً للرأي العام». مبيّناً أن هناك فرقاً بين توصيل الرسالة وبين أن تتهم الآخرين وتقلل منهم وتطلق عليهم الأحكام جزافاً، وكشف الشريان عن اتصال لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على موضوع أذيع في البرنامج واعترف بأن هناك تقصيراً وأن هذا جهد المقل وكان قدوة للمسؤولين الذين كانوا معنا وأضاف:«هذا لمسته في برنامج (واجه الصحافة) التلفزيوني من مسؤولين كبار يتصلون بعد الحلقة ويطلبون ما دار فيها وبعد فترة يخبرونا أن ما اقترحنا في الحلقة في طريقه للتنفيذ» موضحاً «هذا هدفنا في النهاية وليس التشهير بأحد كما أننا لا نسمح لأحد أن يشهر بمسؤول» وأكد نائب المدير العام لقناة العربية الفضائية والمدير العام لمجموعة mbc في السعودية. في حديثه عن «العربية» أنه ليس عليها تأثير أو ضغط غربي وهي تدار بإرادة حرة كاملة ولا أحد يتدخل في سياستها، مضيفاً أن ما يقال غير ذلك إشاعات وأوهام ولا أساس لها من الصحة وقال: «شهادتي في القناة مجروحة لكنها أوجدت شيئاً مهماً، إذ جعلت صناعة الأخبار شيئاً لطيفاً ومزجت الخبر السياسي مع الثقافي مع الفني والتراثي، إضافة لاستقطابها الكفاءات الشابة» وتابع: «العربية خلقت حالة جديدة وتختلف عن قناة الجزيرة التي تلجأ إلى الدعاية السياسية والعربية» وأوضح أن القنوات الأجنبية اليوم قلَّ تأثيرها عن مرحلة الخمسينات والستينات مؤكداً أن الإعلام العربي تطور ولم يعد الإنسان العربي يقبل الدعاية وتأثير الوسائل الأجنبية. مؤكداً أن السعوديين في مختلف المجالات موجودون في القنوات الفضائية وحاضرون والإعلام نهض مع نهضة البلد، ومع انخفاض الأمية أتوقع أن تختفي الأمية خلال ال10 سنوات المقبلة. وأشار الكاتب في صحيفة «الحياة» إلى أنه في محاضرة في النادي الأدبي بالرياض طالب بتدخل أممي في الصحف السعودية لمنع بعض المقالات «بعض الصحف فيها 50 عاموداً وهذا ليس معقولاً» مؤكداً وجود حالة من الذاتية، وهناك كتاب يتحدثون عن أنفسهم وتنشر لهم الصحف بجانب كتاب محترفين. وتابع: «أتصور أن الكاتب الناجح هو الذي يجعلك تدخل معه وتخرج وأنت لا تدري، فالبعض يستطرد في البديهيات ويعرِّف ما لا يعرف بينما المطلوب هو الدخول مباشرة في الموضوع وطرح الرأي». وأجاب الشريان بصراحة تامة رداً على مداخلات كثيرة وسط حضور كبير من مثقفين وإعلاميين منهم عبدالله مناع ويحيى باجنيد وقينان الغامدي وحمود أبوطالب وآخرين، حول ضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي قائلاً إن دول الخليج لا تنظر لليمن بدونية وهو عضو كامل العضوية في 11 منظمة خليجية كما تحدث منتقداً تعامل السفارات مع السعوديين في الخارج مشيراً إلى أنه كتب 20 مقالاً عن المعاملة غير الحسنة التي تفرضها بعض الدول الأجنبية على السعوديين. وأوضح «هناك أخبار تثيرني أكتب عنها لكني في الغالب أكتب من خبر وأعلق عليه والمعلومة هي التي تشعل عندي الكتابة، لا أكتب عن فكرة يجري تداولها دائماً والانفعال مهم أيضاً حين يكون لدي موقف مما أكتب وأحياناًَ يغيب عامودي في «الحياة» يوم أو يومين لأنني لا أجد شيئاً يستفزني». واعترف رئيس تحرير صحيفة «المسلمون الدولية» سابقاً أنه يعيش الآن في مرحلة مفاضلة بين أعماله المهنية الحالية «وأعتقد أنني سأتخلى عن منبر أوأثنين».