نجحت الأجهزة الأمنية في كشف غموض جثة عثر عليها في نطاق مركز شرطة النزلتين في وقت سابق، وتم التوصل إلى معرفة هوية المتوفى وتفاصيل الحادث، الذي استمر غموضه لأكثر من شهرين، قبل أن تتكشف الحقائق كاملة أمس. وبدأت فصول الحادث في شهر رمضان الماضي، بعد أن باشرت الأجهزة الأمنية بلاغا لمواطن يفيد بعثوره على جثة رجل داخل غطاء قماشي، ورجحت المعاينة الأولية أنها لرجل من جنسية عربية في العقد الخامس من عمره، واستدعى رجال الأمن الطبيب الشرعي إلى الموقع. وظل رجال الأمن يبحثون في سجلات المفقودين أملا في الوصول إلى شخص تتطابق أوصافه مع المتوفى دون الوصول إلى نتيجة، فيما كشف التقرير الطبي عن أسباب الوفاة التي اتضح أنها طبيعية، غير أنها أشارت إلى تناول المتوفى محفزات جنسية قبل الوفاة، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية إلى افتراض شبهة جنائية في الحادث، ليواصل رجال التحريات والبحث محاولة الكشف عن غموضه. ونجح رجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس أخيرا، في رصد بلاغ تقدم به مقيمون من جنسية عربية، أكدوا فيه تغيب أحد أفراد أسرتهم خلال تاريخ يتطابق مع تاريخ العثور على الجثة، وبعد عرض صورته عليهم اتضح أنه ذات الشخص الذي يسألون عنه. وأعقب الكشف عن هوية المتوفى تحقيقات مكثفة في كافة الملابسات، حتى توصل رجال الأمن إلى آخر الأشخاص الذين قابلهم، واتضح أنها امرأة من جنسية أفريقية لا تحمل هوية نظامية، تدور حولها شبهات أخلاقية بحسب إفادة جيرانها في حي غليل، واعترفت أن المتوفى كان في منزلها قبل وفاته، مشيرة إلى أنه كان في صحة جيدة ولم تظهر عليه أي آثار تعب أو إعياء قبل أن يسقط ميتا خلال دقائق من دخوله، فما كان منها إلا أن استعانت بصديقة لها وتخلصا من الجثة خارج المنزل. وأكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد، أن الحادث لا يحمل شبهة جنائية، وتيقنت الأجهزة الأمنية أن الوفاة كانت طبيعية، مضيفا أنه جرى إيقاف المرأة بتهمة تضليل السلطات الأمنية وإخفاء الحقائق، إضافة إلى اعترافها خلال التحقيقات بممارسة أعمال محرمة.