هب أن رجلا رحل عن هذا العالم قبل 11 عاما، وكان لديه أبناء وبنات أصغرهم تجاوز الثلاثين، ولم يعد أحد مسجلا مع أرومة ذاك الرجل في بطاقة العائلة، هذا يعني أن راتب التقاعد لذاك الرجل سيضمر ولن يبقى لأرملته إلا ما يعادل 900 ريال، لأسباب لا يعرفها أحد سوى العاملين على التقاعد، وهذا أمر قد يثير دهشة البعض فيما البقية سيمطون شفاههم مرددين عبارة من ليس لديه حيلة «يا ليل ما أطولك». بيد أن المدهش أكثر في حكاية هذا الرجل سائقه المسجل على كفالته، فمنذ وفاة ذاك الرجل وأبناؤه يدفعون راتبه ويسددون تجديد الإقامة دائما «جددت إقامة السائق 5 مرات حتى الآن». في هذا العام حين ذهب أحد الأبناء ليجدد إقامة السائق الذي يلبي احتياجات أرملة الرجل، وجد قانونا جديدا ومدهشا، قيل له: إما أن تدفع قيمة نقل كفالة ويصبح باسمك مع أنه لا يمكن لميت توقيع نقل الكفالة أو عليك الذهاب للمحكمة لإخراج صك حصر الورثة، ثم يقوم الورثة بإخراج صك توكيل لك، وهنا ستنقل الكفالة دون دفع أي مبلغ. يخيل لي وبعد هذه الشروط أن القارئ رفع حاجبيه، هذا ما حدث لابن الرجل المتوفى قبل أن يقول للموظف: ولكن السائق كائن حي بذاته ولا يدخل ضمن الإرث، لأقدم لكم صك الوكيل عن الورثة. تجاهل الموظف هذا الاعتراض، ولم يعلق عليه، فحاول ابن الرجل شرح صعوبة أن يتم جمع شمل إخوته وأخواته لإصدار صك وكالة، فهناك من يقطن مدينة أخرى وهناك من يدرس في الخارج، وأن قضية إخراج صك وكالة أمر في غاية الصعوبة، لأن الدول التي يدرس فيها بعض الأبناء ليس فيها محاكم شرعية، وكعادة الموظفين لدينا كان الرد المكرور: «عاجبك وإلا الله يسهل عليك»، وهي جملة شبيه ب«أمسك الباب». هذه الحكاية الواقعية أرويها للقراء، عل كل مواطن إن دفعته الظروف بأن يمر بمثل هذه التجربة، أن يعد نفسه ويحضر كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد انتقال السائق كإرث لمصلحة الوكيل، حتى لا يقول له الموظف اللبق جدا «أمسك الباب». بقي أن أقول: كم أود معرفة واضع هذا القانون عله يروي لي ما الذي حدث في العصور الوسطى، فهو بشكل ما لا يعرف أن الرق انتهى منذ زمن طويل، لهذا يضع السائق ضمن الإرث. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة