المؤسسة العامة للتقاعد والمعاشات لا ترى أن الراتب التقاعدي إرثا يورث بل هو نظام اجتماعي يكفل للمتقاعد دخلا يتم احتسابه وفق معادلة حسابية.. وهذه الفلسفة الوظيفية إذا آمنا بها تصبح قاعدة لأي موظف بغض النظر عن التجنيس (ذكرا كان آم آنثى)، وأي نظام اجتماعي يقوم على التمييز هو نظام قاصر كونه لم يحط بجميع فئات المنتمين إليه بنفس النظرة والعدالة الوظيفية.. وأنا هنا لا أريد مناقشة دخول المتقاعدين الثابتة والتي لم تراع فيها المؤسسة العامة للتقاعد من خلال معادلتها الحسابية الزمن، فالزمن عنصر أساس في أي عملية حسابية ممتدة كون الزمن مؤثر حقيقي في مخرجات أي معادلة، وبعيدا عن الفلسفة الرياضية لو أردنا الوقوف مع جوهر المؤسسة العامة للتقاعد في وجودها كونها نظاما اجتماعيا، فسوف نجد تمييزا للمرأة. فالمؤسسة لا تنظر إلى المرأة في سياق نظامها المعروف بل تطرأ اختلافات وخاصة إذا كانت متزوجة من رجل غير سعودي، وهؤلاء السيدات يمثلن نماذج وظيفية لا تشملهن العدالة الوظيفية وهي حالات بحاجة إلى إلقاء ضوء وفهم فلسفة المؤسسة العامة للتقاعد في تمييز المرأة الموظفة المتزوجة من رجل غير سعودي إذ ما زالت الأنظمة تحرم أبناءها من راتب والدتهم التقاعدي بعدد وفاتها على اعتبار أنهم مقيمون!. فالسيدة «عواطف» أم لخمسة أطفال متزوجة من رجل عربي يعمل في السعودية منذ ثلاثين عاما وظل على جنسيته بينما خدمت أكثر من عشرين عاما يقتطع من راتبها مبلغا لأجل التقاعد الذي لن يصرف لورثتها الذين هم أبناؤها بعد وفاتها..؟؟ وترى في هذا حرمانا لهم من حقهم الشرعي في الإرث وهو ما يمثل تنافيا لأحكام الشريعة لأن الأبناء يرثون والديهم «الأب والأم».. كما أنه يتنافى مع القوانين الدولية، فمن المعقول أن يكتسب الأبناء جنسية والدتهم في الدول المتحضرة مباشرة بينما يحرم الآخرون من الميراث؟؟. وهذه حالة تعتبر أن الراتب التقاعدي إرثا، وإذا سايرنا فلسفة المؤسسة العامة للتقاعد بأنه ليس إرثا يصبح ضرورة إيجاد مخرج للمبالغ التي يتم اقتطاعها من هذه السيدة والطريقة المثلى لإيجاد العدل الوظيفي أن تعطى الموظفة المتزوجة من أجنبي راتبها كاملا وعدم اقتطاع أي مبلغ منه مقابل التقاعد إذا كان أبناؤها لن يستفيدوا منه بعد وفاتها أو أن تعطى الموظفة بعد تقاعدها المبلغ المقتطع كاملا ليحق لها ولورثتها الاستفادة كما أن هناك سؤال عالق بحاجة إلى إجابة يتمثل في الصيغة التالية: لماذا يحق لغير السعودية المتزوجة بسعودي (وحصلت على الجنسية) صرف راتب تقاعدي لها ومن ثم لأبنائها بعد وفاتها في الوقت الذي يحرم فيه أبناء السعودية المتزوجة بأجنبي من المعاش التقاعدي؟! وهل في ذلك مساواة؟! وهناك المرأة الموظفة التي لو ماتت وليس لأبنائها صك إعالة تذهب كل مدخراتها التقاعدية في الهواء كيف لا تعرف كيف. هذه نماذج بسيطة لبعض العقد التي تمارس على المتقاعدين فهل ثمة إجابة منطقية لما تفعله المؤسسة العامة للتقاعد؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة