خلقت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الأحياء الجنوبية والشرقية في محافظة جدة فجر أمس، حالة من التأهب في أوساط المواطنين والمقيمين، وعمد بعض السكان إلى اعتلاء أسطح المباني خوفا من تكرار كارثة السيول. وألحقت الأمطار الغزيرة بعض الأضرار وتركزت في أحياء كيلو 7، كيلو 10، كيلو 14، كيلو 11، كيلو 6، مدائن الفهد، والعدل. وأوضح مدير الدفاع المدني في المحافظة العميد عبد الله الجداوي أن حي العدل القديم كان أكثر الأحياء تضررا، إذ شهدت شوارعه الفرعية خصوصا الترابية تجمعات مائية كبيرة أعاقت الحركة المرورية، مشيرا إلى أن المديرية دعت إدارة التربية والتعليم إلى إخلاء المدارس حفاظا على الطالبات والطلاب من أي تداعيات قد تخلفها الأمطار، كما تمت مخاطبة الأمانة لمعالجة المستنقعات المائية. وذكر أن فرق الدفاع المدني عملت على إخلاء مجمع الشاطئ التعليمي بالكامل كإجراء احتياطي بعد أن حوصر بالمستنقعات المائية، وتم تأمين شقق مفروشة للسكان المتضررين، كما نشر عدد من فرق الإنقاذ في المنطقة التاريخية لمواجهة أي انهيار قد يحدث نتيجة تشرب الأبنية التاريخية بالمياه، وبلغ عدد الفرق المنتشرة في الموقع 117 فرقة في مجالات الإنقاذ والسلامة والطوارئ، ذلك إضافة إلى جلب عدد من آليات الإنقاذ إلى الموقع. وأكد الجداوي متابعة محافظ جدة لعمليات الإنقاذ، مشيرا إلى أنه على إطلاع كامل لكل التقارير التي تصدرها المديرية. وبين أن الإدارة كانت قد جهزت جميع إمكاناتها تحسبا للطوارئ، وذلك بعد ورود تقارير من الأرصاد توقعت فيها هطول أمطار غزيرة على شرق وجنوب جدة. وأرجع الخوف الكبير الذي اعترى السكان بعد هطول الأمطار إلى رسوخ فاجعة جدة العام الماضي في أذهانهم، وأكد اتخاذ المديرية لجميع التدابير اللازمة التي تكفل بمشيئة الله حماية سكان الأحياء من المواطنين والمقيمين. من جهته قال المواطن محمد القحطاني إن فاجعة جدة التي حدثت أواخر العام الماضي لا تزال عالقة في الأذهان، وهي سبب الهلع الكبير الذي أصاب سكان الأحياء الشرقية والجنوبية في المحافظة فجر أمس بعد هطول الأمطار الغزيرة، وبين أنه شخصيا كان من ضمن هؤلاء إذ اضطر إلى مغادرة منزله والتوجه إلى أحد أشقائه. وذكر المواطن نايف الحربي أن الأمطار الغزيرة دفعته وأسرته إلى اعتلاء سطح المنزل، مشيرا إلى أن الأطفال امتنعوا عن الذهاب إلى مدارسهم. من جهة أخرى، أكد مدير إدارة الطوارئ والكوارث في مديرية الشؤون الصحية في المحافظة الدكتور محمد باجبير جاهزية واستعداد أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، مشيرا إلى تفعيل غرفة العمليات المشتركة مع الجهات المعنية. وبين أن المستشفيات لم تستقبل حالات إصابة أو وفيات بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها الأحياء الشرقية والجنوبية فجر أمس. من جهته، أكد مدير عام تعليم البنين في المحافظة عبد الله الثقفي أن الإدارة عمدت إلى إخلاء مدارس ارتفع منسوب مياه الأمطار حولها تجاوبا مع طلب إدارة الدفاع المدني. إلى ذلك، بينت تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الطقس اليوم الأحد سيشهد مرور كتلة هوائية باردة تؤدي إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة مع نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شمال المملكة تبوك، الجوف، وحائل، كما أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار على مناطق جازان، عسيروالباحة. وكانت مناطق من المملكة شهدت هطول أمطار متفرقة، ففي منطقة الباحة تتواصل الامطار بغزارة على محافظات المنطقة كافة. ووجه صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد إبراهيم بن حسين الزهراني بمتابعة أعمال فرق الإنقاذ لمواجهة أخطار السيول وتقديم العون والمساعدة التي تكفل سلامة المواطنين. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي، أنه تم استنفار أكثر من 50 ضابطا و500 فرد لمساعدة المحتجزين في عقبتي الأبناء وحزنة ببلجرشي وعقبة قلوة وأودية الرميضة، سيالة، سمعة، الشعراء، ضيان، بني عاصم ،بطاط، الخيطان، الأبناء، عبدان، جبر، وحوالة. لافتا إلى أن هناك فرقا إضافية ما زالت مرابطة في تلك المواقع تحسبا لأي طارئ، بتعاون الجهات ذات العلاقة. وأشار الرائد دايس إلى أنه تم أمس الأول إغلاق عقبة قلوة وعقبة الأبناء وعقبة حزنة فيما تم إخراج 14 مركبة من عقبة الأبناء ومركبة واحدة من ناوان ومركبتين من أمام حديقة الأمير محمد بن سعود في رغدان ومركبة من عقبة قلوة وثلاث مركبات من وادي المليح في المخواة ومركبتين من عقبة حزنة، مبينا أن دوريات السلامة وفرق الإنقاذ الميدانية تتابع تلك المواقع والأودية وتقوم بتنبيه وتحذير المواطنين والمقيمين من خطورتها فيما شهدت محافظة بلجرشي ومراكز بني كبير وشرى والشهم وبادية بني كبير تواصل الأمطار مصحوبة بصواعق رعدية وتواصل معدات إدارة الطرق والنقل متمثلة في آليات ومعدات الصيانة جهودها على مدار الساعة لمواجهة آثار الأمطار. وقال المهندس عبد العزيز البدوي إن فرق الإدارة تعمل على مدار الساعة لمواجهة آثار الأمطار وتأدية دورها لإزالة المعوقات لضمان سلامة جميع السائقين ومرتادي الطرق. وفي محافظة خيس مشيط، جددت الأمطار سوء حالة شبكات تصريف مياه الأمطار حيث طفحت المياه فوق الطرقات وداخل الأحياء، وذكر شهود عيان أن معظم الطرقات المؤدية للأحياء الشمالية والشرقية من المحافظة طالها طفح على نحو أدى إلى توقف حركة السير. وفي حائل، غمرت المياه مدينة سميراء وهطلت أمطار غزيرة على قرية المحلاني والجابرية مصحوبة بزخات من البرد ومنع وادي الجابرية عبور السيارات الصغيرة، مما أجبرهم للرجوع للخلف وعبور طريق سميراء البتراء خوفا من احتجازهم على طريق سميراء عقلة الصقور. وهطلت في ساعة متأخرة من البارحة الأولى أمطار غزيرة على محافظة الليث والمراكز التابعة لها شملت مراكز أضم، الجائزة، المرقبان، ربوع العين، حقال، غميقة، يلملم، دقم العويد، والرنيفة سالت على أثرها الأودية والشعاب وقد منعت سيول وادي يلملم 110 كم شمالي الليث من وصول معلمات ومعلمي دقم العويد والرنيفة إلى مدارسهم فجر أمس، كما أدت سيول وادي العرج التي تفصل مركزي سوق العين وحقال الى عدم استطاعة عدد من المعلمين وعشرات الطلاب من الوصول إلى مدارسهم. وفي محافظة الوجه التابعة لمنطقة تبوك، هطلت صباح أمس أمطار من خفيفة إلى متوسطة و غزيرة مصحوبة بزخات من البرد شملت قرى الكلا، المنجور، خربا، والسديد سالت على إثرها بعض الشعاب والأودية وبدأت الأجهزة ذات العلاقة في رفع درجة الاستعداد تحسبا للسيول. وفي القنفذة في منطقة مكةالمكرمة، حذر مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة العقيد منصور بن فراج الصاعدي المواطنين والمقيمين من الخروج للمتنزهات وعبور الأودية والشعاب. وأوضح العقيد الصاعدي أن إدارة الدفاع المدني في المظيلف، القنفذة، القوز، حلي، والعرضيات، مجهزة بالآليات وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.