لو لم يكن لها سابقة قديمة جدا في التاريخ لقلت لنفسي مش معقول وغير ممكن وعلى أية حال يمكن أن يكون مجرد التخطيط لاغتيال الخصوم من خلال الهدايا الجميلة جدا من أعمال الخيال، لكن الحقيقة لها وجه واحد على الدوام. عندما استمعت من خلال التلفاز إلى مسؤول أمني يتحدث عن أجندة القاعدة لاغتيال مسؤولين وإعلاميين من خلال الهدايا .. كأن يرسل أحدهم إلى الهدف مثلا زجاجة عطر أنيقة، فلن يخطر على بال مسؤول ولا من يعمل بعهدته أن زجاجة العطر هي آخر فاصلة تسدل الستار هكذا غيلة على حياته. ولكن بهذه أو تلك فهذا هو تكنيك جديد بتطبيقات جنائية .. لقد صاروا يشتقون من الهدايا أسلحة ومن السلام عداوة ومن كل شيء طيب نقيضه. لقد دأبوا قديما على ممارسة التفخيخ، وأما فكرة الاغتيال من خلال الهدايا، فهذه بصراحة أسلوب جهنمي لا يخطر على بال الشيطان نفسه. يمكن للشيطان أن يغري الإنسان بالشهوات مع قليل من وسوسة «صدقني لا أحد يراك» ومن بعد ذلك فهو يقول له آسفون .. أنت الذي وضعت نفسك بجهوزية الاعتداء والإدانة. كنت مغرما ببعض جوانب حياة الشاعر الجاهلي امرئ القيس وذات مرة روى لنا معلم قديم قصة اغتياله فقد زعم المؤرخون وربما كان كلامهم صحيحا مائة في المائة أن القيصر تخلص منه بطريقة ذكية جدا لم يسبق للشيطان ممارستها ولا تجريبها مع إنسان .. كان الرجل كسيرا مما آل إليه حاله بعد اغتيال أبيه فاتجه إلى القيصر طالبا منه المعونة والدعم للنصرة على أعدائه .. وطبعا فالقيصر أراد التخلص من امرئ القيس من غير أن يلحقه لوم ولا ندم. فأهداه مبدئيا لبوس حرب مسمومة وفرح وريث بني أسد فارتدى اللبوس الفاخرة وفي طريقه عائدا إلى دياره أو هكذا قيل أحس أن جلده يتشقق قروحا، فقد اخترقت السموم جسد الرجل وهكذا مات من خلال هدية فاخرة .. هؤلاء الناس يقرؤون التاريخ ولأجل الله يفترض في كل مسؤول معرفة من يهدي إليه ماذا .. ومن الآخر الله الغني:- لا حلويات، لا تمور، لا أشمغة، لا ملابس، ولا عطور من عدمه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة