حذر خبراء في التلوث الهوائي والمائي من استعمال مياه خزانات الشرب قبل تعقيمها وتنظيفها وغسلها بشكل جيد لأن معظمها تلوث بمياه الصرف الصحي التي مرت بها السيول والمياه الجوفية الملوثة. وشددوا على أن هذه المياه الملوثة يمكن أن تؤدي إلى حدوث أوبئة أو تسمم كون السيول تحمل معها معادن ثقيلة سامة قد تتسبب في إصابة الأطفال بمرض “الإزرقاق” الذي قد يؤدي إلى وفاتهم. كما حذروا من الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية لمكافحة الضنك دون معرفة بكمياتها ونوعياتها، خاصة في ظل ظهور 27 حالة ضنك خلال الأسبوعين الماضيين، فيما وصل عدد الحالات مع بداية العام الحالي إلى أكثر من 61 حالة مؤكدة. خزانات البيوت ملوثة الدكتور محمد مسعد الحربي أستاذ التلوث المائي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة توقع أن تكون معظم، إن لم تكن جميع خزانات مياه البيوت ملوثة، لأن مياه السيول حملت معها مواد كيميائية ومعادن ثقيلة وسامة صناعية ومخلفات كيميائية تصل إلى الخزانات وفي النهاية إلى المستهلكين. وبين أن أحد مصادر تلوث المياه هو ما تجرفه السيول من مواد سواء العضوية أو غيرها من خلال النفايات والمخلفات أو مصادر تلوث المياه التي تجرفها السيول إلى مناطق غير ملوثة، وهي تسبب الكثير من الأمراض، حيث تتسبب المعادن الثقيلة كالكالسيوم والرصاص والزئبق في تسمم الجسم، وربما تؤدي إلى الوفاة. وهناك أيضا مشكلة في ارتفاع المياه الجوفية والسيول التي رفعت منسوبها ونقلت إلى مياه الخزانات الأرضية، لأن تلويث تلك الخزانات يتم من خلال المياه الجوفية، وليس سطحيا. وبين أن من أبرز المواد التي تنتج عنها الأمونيا والنترات، فإذا ارتفع تركيزها بالمياه واستخدمت لحليب الأطفال مثلا فإنها تسبب ما يسمى ب “الطفل المزرق” الذي يؤدي في النهاية إلى الوفاة لعدم وصول الأوكسجين إلى خلايا الجسم. وحذر د. الحربي من تعرض الخزانات الأرضية للتلوث، وطالب الجميع بغسلها وتطهيرها وتعقيمها لا سيما في المناطق التي مرت عليها السيول. تجارب الضنك والمتصدع من جانبه أكد الدكتور أسعد أبو رزيزة أستاذ علم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الوضع البيئي في جدة مزرٍ بسبب زيادة المستنقعات وانتشار البعوض والحشرات بجميع أنواعها والتي تقوم بنقل الأمراض إلى الأشخاص الأصحاء، وكذلك ترفع من احتمالات الإصابة بالعدوى، وانتشار وباء الضنك. وحذر من اتساع هذه الحلقة مع الوقت في ظل وجود مختلف الجنسيات والفئات في هذه المدينة والتي هي بوابة الحرمين الشريفين ونقطة عبور لحجاج بيت الله والمعتمرين والزوار والعمالة، لافتا إلى أن المملكة لديها تجارب كبيرة مع الضنك والمتصدع. كما حذر د. أبورزيزة من الاستخدام المفرط في المبيدات الحشرية لأنها استعمالها بدون تقنين ومعرفة يعتبر خطرا كبيرا والإفراط في هذه المبيدات خطر عواقبه أكبر من علاج المشكلة الحالية. التحذير من كارثة بيئية ويرى الدكتور علي عشقي الخبير البيئي أن نسبة 70% من مياه الخزانات بمدينة جدة ملوثة بمياه الصرف الصحي، مؤكدا أن الدور المطلوب من الجهات الحكومية أكبر بكثير وأن الوضع الراهن هو إعلان حالة طوارئ، ويفترض ألا تتوقف الجهود لأن المشكلة لا تزال قائمة، ونحن مقبلون على كارثة بيئية مستقبلية تنذر بأمراض معدية مثل حمى الضنك، بالإضافة إلى أنها قد تؤدي إلى انتشار الكوليرا وكذلك الأوبئة، والكبد الوبائي الذي ينتشر بنسبة كبيرة مع انتشار الحشرات والذباب،