قبل عدة شهور، وجهت لي صحيفة المدينة (ملحق الأربعاء) سؤالا، مع آخرين، عن التصنيف الفكري للأشخاص بمسميات تقليدي وليبرالي وقومي... إلخ. السؤال: هل توافق الرأي القائل بأن هذه التصنيفات خطر على ترابط المجتمع؟، وكان جوابي على خلاف المشاركين في التحقيق، فقلت إنني لا أرى خطرا في أي تقسيمات فكرية. أي إنسان واعٍ يعرف حقوقه لا بد أن يصنف نفسه ويعرف توجهاته. الإنسان الواعي الناضج لا بد أن يتخذ رأيا وموقفا حسب ثقافته وتجاربه. الخطأ والخطورة في التعصب للرأي والانغلاق ورفض الآخر، عندئذ يتحول الأمر إلى طائفية بغيضة، وفرق بين التعصب والتوجه الفكري. ليس عيبا أن يصنف المرء بأنه ليبرالي أو حتى تغريبي، وكلمة تغريبي، بمعنى ميال للغرب والحضارة الغربية، تولدت على أيدي المتشددين كبديل لكلمات إمبريالي.. عميل التي استخدمها القوميون في زمانهم لوصم مخالفيهم بالتبعية، وربما بالخيانة. هذه التصنيفات إذا استخدمت بقصد الهجاء والتنقيص والشجب تكون قذفا وخطأ لا يليق بمجتمع متحضر، لكن صفة تغريبي أو ليبرالي لا يجب أن تكون مذمة، بل ربما تكون صفة محمودة لطريقة تفكير الشخص. إن هذا يعني احترامه حقوق الإنسان والأخذ بالتفكير المعاصر والانفتاح واحترام الغير. إن «ليبرالي» لا تعني أبدا إنكارا للأديان أو إلحادا، بل هي احترام كامل للعقيدة وعدم استغلالها في السياسة، كما نرى في نزاع الطوائف في الدول المختلفة. كثير من قادة النهضة العربية متدينون يحترمون الغير، وينادون بالأخذ بمنجزات العصر وثقافته؛ ولذلك وصفوا بأنهم ليبراليون تجريحا لهم. في رأيي أن وجود هذه التوجهات الحديثة في مجتمعنا ظاهرة صحية وتطور وطريق للأحسن. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة