عندما تتحكم البيروقراطية في الإدارة يصبح من الصعب على الموظفين المنفذين الاجتهاد حتى إن كان إيجابيا ويمسون رهائن للتعليمات المبلغة لهم، وإن لاحظوا عليها بعض الملاحظات سواء أدت إلى الأضرار بالمستهدفين من تلك التعليمات، لأن الذي يهم الموظف المنفذ هو ألا يتخطى ما بين يديه من تعليمات فيسأل عن فعلته، ولذلك فهو يرى أنه يحمي نفسه بالالتزام الآلي بها! ومثال لذلك الالتزام الصارم الذي يطبقه مديرو المدارس في جميع أنحاء المملكة على نظام «طابور الصباح» حيث يكون المطلوب من الأطفال الوقوف لمدة معينة في الطابور لأداء النشيد الوطني «سارعي» ولأن التعليمات صارمة فإن نظام الطابور لا يتغير حتى عندما يحل الشتاء القارص في بعض مدن ومحافظات البلاد، وتدنو درجة الحرارة من الصفر ويبلغ الطقس الصحراوي أشده، ويصبح من الصعب على تلاميذ صغار الوقوف في الطابور تحت وطأة الزمهرير وهم يرتجفون من البرد الذي أودى بحياة بعضهم كما حصل في أعوام سابقة!، لا سيما أن معظم الأطفال يعانون من سوء التغذية وعدم القدرة على التحمل خاصة في المناطق النائية والأرياف والمرتفعات الشمالية والجنوبية والمناطق الأخرى المجاورة للصحراء، ولو كان في كل مدرسة فناء داخلي مكيف بالتدفئة لما كان هو ما يمنع من اصطفاف التلاميذ فيه لأداء جميع الأناشيد الوطنية ومنها سارعي، مع أنه لو كانت البداية بفاتحة الكتاب قبل الأناشيد لكانت أكثر بركة، أما الإصرار على الطابور الصباحي وعدم تقدير ظروف المناخ مع إهمال تهيئة صالات مغلقة مدفأة مخصصة للطابور في أيام الشتاء، فذلك قد يعني أن طفلا ما سيؤدي النشيد حتى العناء! فأي مجد يسعى إليه ذلك الطفل؟! إن المطلوب وعلى وجه السرعة إعطاء تعليمات وصلاحيات لمديري المدارس باعتماد إلغاء الطابور الصباحي خلال فصل الشتاء كله أو على الأقل في بعض أسابيعه التي تتدنى فيها درجة الحرارة إلى مستوى يصبح فيه الطابور مؤذيا للأطفال، مع العمل على إيجاد صالات مغلقة ومدفأة في كل مدرسة للطابور الصباحي كما هو الحال بالنسبة للمدارس الموجودة في العالم المتحضر! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة