الحوار الوطني، حوار الحضارات وأتباع الأديان، الحراك الثقافي والإعلامي، استحداث الجوائز الثقافية والأدبية، إطفاء النعرات الطائفية بتعميق الانتماء الوطني، الملامح البارزة والسمات المميزة في عهد رائد الإصلاح وملك التجديد خادم الحرمين الشريفين. تلك العناوين خلقت حراكا ثقافيا على الصعيدين المحلي والدولي، وشكلت منطلقا من ثوابت الإسلام ومتطلعا لغد أفضل يسوده المحبة والوئام وتغذيه وتعمره ثقافة وسطية واعية تأخذ ما يفيده من المستحدثات مع الحفاظ على ما تملك من إرث ثقافي وماض عريق. والثابت أن عهد الملك عبد الله بن ويؤكد المفكر والكاتب الدكتور تركي الحمد أن حوار الحضارات أمر ضروري لاستمرار البشرية وضمان عيشها في سلام ووئام بعيدا عن الحروب والمشاحنات، لأن هناك خلافات عقائدية بين الأديان وإثارة مثل هذه الخلافات يجعل الحوار صعبا ومعقدا، فالأولى البحث عن المشتركات بين الأديان لضمان النقطة الإيجابية التي وصلنا لها إثر اللقاء التاريخي بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وبابا الفاتيكان، والذي أسس لحوار إسلامي مسيحي ينصب في مصلحة الطرفين وهو من ثمار سياسة المملكة تجاه الآخر والتي نعيش ثمارها. ولفت الحمد إلى أن هذا اللقاء غير الكثير وأوضح الصورة الحقيقية عنا كمسلمين وكسعوديين لعوامل عديدة خصوصا أنها أول زيارة لملك سعودي للفاتيكان، كما أن هذه الزيارة أتت من زعيم الدولة المتهمة بالإرهاب والتطرف وبرفض كل المذاهب إلى رأس الكنيسة المسيحية الكاثوليكية في العالم، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ساهمت بشكل كبير في تصحيح الصورة عن السعودية وعن الإسلام، لأن الملك عبد الله لم يزر الفاتيكان كزعيم دولة فحسب، وإنما زارها أيضا كزعيم للأمة الإسلامية في شكل رمزي. وأشار الحمد إلى أن خادم الحرمين الشريفين واصل جهوده في هذا المجال من خلال مؤتمرات الحوار بين أتباع الديانات والتي كان لها أثر كبير في رسم صورة جديدة في أذهان الغرب عن حقيقة السعودية والإسلام ترمز إلى الانفتاح والوسطية وإيماننا بأهمية الحوار مع الحضارات والأديان الأخرى. الحوار الوطني ولم تقف جهود خادم الحرمين الشريفين عند مجال الحوار مع الآخر بل كان سابقا بفكرة الحوار الوطني الذي جمع كل أطياف الوطن تحت لواء الوطن بل جعل وحدة الوطن عنصرا أساسيا في بث ثقافة الحوار، وهو ما أشار إليه وزير الحج السابق والمفكر الدكتور محمود سفر بقوله «أعتقد أن هناك علاقة أزلية بين الوطن والحراك الثقافي، فلا وطن بلا حراك ثقافي ولا ثقافة بدون وطن تتحرك فيه، والحراك الثقافي يبقى داخل الوطن إذا كان مخلصا له». مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين قد أدرك هذا الأمر جيدا فسعى لتأسيس أرضية ثقافية وأساسية ومتفاعلة وليست منكفئة على نفسها ثمرتها التغيير الإيجابي الذي يحدث في الوطن وهو ما يمثله الحوار الوطني الذي حاول جاهدا ترجمة إرادة الملك عبد الله بالتغيير الثقافي نحو الأفضل. مشددا على أن خادم الحرمين الشريفين حريص جدا على الانطلاق بالوطن من خلال الانتماء الصادق للوطن مع الحفاظ على العقيدة الصحيحة وثوابت الإسلام الخالدة وفتح آفاق الثقافة مع العالم شريطة عدم التفريط في الثوابت، مشيرا إلى أن كل الخطوات التي ينتهجها رائد الإصلاح والتطوير والتي يسهم فيها الوطنيون الغيورون في تغليب الثقافة الصحيحة لا تصطدم مع الآخر داخليا وخارجيا. حراك الأندية وكانت الأندية الأدبية إحدى القنوات الفعالة في تطبيق إرادة الملك عبد الله باستنباط آفاق فكرية جديدة ومواكبة الحراك الثقافي العربي والعالمي عبرها، وهو ما بينه رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور سهيل قاضي بقوله «تأتي مشاركات الأندية الثقافية في المملكة في إطار السياسة الثقافية المستنيرة للمملكة العربية السعودية، وفي سياق دعوات خادم الحرمين الشريفين إلى حوار الأديان، وإلى حوار الحضارات، وما تبعها في هذا الشأن من مؤتمرات ولقاءات وندوات لتفتح أمامنا مع الآخر المزيد من النوافذ والأبواب في عالم لا يقبل الانغلاق على الذات». مضيفا، «من وحي هذه السياسة خصص نادي مكة الثقافي الأدبي ملتقاه الثالث لموضوع «الثقافة الإبداعية ائتلاف لا اختلاف»، بمشاركة 18 باحثة وباحثا ليحددوا ملامح الثقافة الإبداعية ويبينوا ما في ائتلافها من مكاسب إيجابية». الأرضية الثقافية سياسة خادم الحرمين الفعلية لم تختلف مع اللفظية، فكانت أقواله تطابق أفعاله في خلق حراك ثقافي نير يدفع بعجلة المملكة التنموية، وهو ما يوضحه رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور مسفر القحطاني الذي قال «الملك عبد الله احتل في القلوب مكانة قوية بكلماته القليلة التي تنساب في أعماق النفوس من غير استئذان، ولا أعتقد أحدا يسمع خطاب خادم الحرمين ويقارنه بالخطابات السياسية التي تبثها القنوات الإعلامية إلا ويشعر بالفرق الكبير بين الخطابين ومدى تفاعل العقول والقلوب مع تلك الكلمات الصادقة لملك الإنسانية»، مضيفا «هذا الشعور الذي أذكره يمكن أن يدرس علميا وواقعيا لإثبات النظرية التي تقتحم آثارها النفوس ليشعر الكثير بالتواصل الكبير بين المواطن والقيادة». وزاد، «فخادم الحرمين قد هيأ المجتمع لتلك النقلة ودعم مشاريع التنمية بما لم يمر في تاريخ المملكة من ميزانيات فلكية لتلك المشاريع التنموية، وعمل على تخطيط تلك النقلة، وبادر بنفسه لقيادة تلك المرحلة، والأهم من ذلك خلق ثقافة في الشعب تكون أرضية للعملية التنموية».
أكدوا أن خادم الحرمين يستوعب الحراك الداخلي .. مسؤولون ومسؤولات ل عكاظ : عهد عبد الله .. زخم تنموي شامل برؤية إصلاحية
هناء العلوني، سماح ياسين، أروى خشيفاتي، أسماء الغابري، حنين حلواني جدة أكد مسؤولون التقتهم «عكاظ» أن المملكة تشهد زخما تنمويا وتطويريا بدأ يتراكم منذ نحو عقد من الزمن، ولعب فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دورا مهما في صياغته والإشراف على تحقيقه على أرض الواقع. واعتبر المسؤولون أن الأجندة الإصلاحية للملك عبد الله، بدأت على المستوى الداخلي بانطلاقة الحوارات الوطنية والتأكيد على حقوق المرأة الشرعية وضرورة مراعاة هذه الحقوق، ومحاولات إصلاح المناهج التعليمية والتربوية، وتطوير القضاء، وإعادة صياغة الكثير من القوانين التي تحكم الحياة العامة وتدير الشأن العام في البلاد، وتصاعد محاربة الفساد والغلو والتطرف الإرهابي، والعنصرية، وهدر المال العام، وبعض المرونة في الحريات العامة، ومنها اتساع نطاق حرية التعبير، والتوسع في إنشاء مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، ومنها مؤسسات حماية حقوق الإنسان الأهلية والرسمية. ويرى صاحب السمو الأمير عبد الله بن تركي بن عبد العزيز آل سعود أن جميع القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين كان لها أكبر الأثر في التنمية في جميع الجوانب، مشيرا إلى أن التوقعات الإيجابية للمرحلة الجديدة نابعة من قدرة الملك عبد الله بن عبد العزيز على متابعة ما بدأه قبل سنوات، وتنفيذ البقية من المشاريع والأفكار بوتيرة أسرع من السابق ووضع الآليات المناسبة لتنفيذ رؤيته الخاصة بتطور المملكة. وأكد يساعد على متابعة تنفيذ المشاريع بوتيرة أسرع توافر المقومات الأساسية للاقتصاد السعودي التي أرساها الملك عبد الله بن عبدالعزيز، والذي حقق إنجازات كبيرة من خلال سياسته التي استهدفت إنشاء بنية تحتية متطورة والعديد من المشاريع العملاقة، وتطوير الصناعات البتروكيميائية وتنشيط الحركة الاقتصادية في مختلف القطاعات والمناطق. من جهته، أوضح الدكتور مبارك الطامي مدير عام الإدارة العامة للتدريب الأهلي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن قطاع التدريب حظي بدعم كبير من الملك عبد الله، إذ وجه بمنح المؤسسة أراضٍ لإنشاء وحدات التدريب، كما وجه بمضاعفة الميزانيات لتعزيز البنية التحتية، الأمر الذي شهدت فيه المؤسسة أكبر نقلة في إصلاح نظامها وهيكلها الإداري،وهو النظام الذي منحها مميزات مالية ورافقت ذلك تغييرات هيكلية في الفكر المؤسسي بحيث تماثل سوق العمل. ويؤكد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، أن الملك عبد الله هو رائد الإصلاح وهو ماضٍ فيه ليؤصل في نفوس المواطنين السعوديين الثقة في قيادتهم السياسية، ويمنحهم الارتياح بأنها صمام الأمان لاستقرار بلادهم، وإعطائهم دفعة حقيقية تضيف إليه زخما وتزيده قدرة على التطلع لغد مشرق. ويرى المدير العام للوكالة العربية لأخبار الفلك والقضاء عبد الرزاق البلوشي أن بوادر الإصلاح العلمي بدأت منذ أن وضع الملك عبد الله حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهو حريص على أن تكون المملكة واحدة من أوائل الدول الرقمية. ويؤكد العقيد نايف المرواني الباحث الأمني أن الملك عبد الله كرس فتح الأبواب لاستيعاب المناخات المتعددة، واتجه نحو إيجاد بيئة صالحة للحوار، فأسس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إدراكا منه للمتغيرات الحادثة في الأفق العالمي، وارتفاع وعي المواطن السعودي، وتطلعه إلى أدوار حضارية وريادية في هذا الأفق العالمي الجديد. وبدوره يرى الدكتور صلاح الردادي مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في المدينةالمنورة، أن الإعلام السعودي شهد في عهد خادم الحرمين الشريفين تطورات عدة، تمثلت في إنشاء القنوات الجديدة، بما يساهم في تعزيز قدرة الإعلام السعودي على مواجهة التحديات والتطورات. وكان للمرأة السعودية نصيب كبير في عهد تنمية خادم الحرمين الشريفين، وتقول إقبال العرفج رئيسة النشاط النسائي في مهرجان الجنادرية: إن المرأة السعودية تعيش أزهي عصورها، من خلال منحها الاستحقاقات في التعليم والمناصب. وتتفق معها الدكتورة سامية صديق كبير الأطباء في مستشفى الحرس الوطني في المدينةالمنورة، أن الملك عبد الله منح المرأة إشارة مرور إلى جميع المجالات، من خلال حرصه في كثير من المناسبات على التأكيد على دورها وأهميتها في المجتمع، وهذا الأمر أيضا تراه الدكتورة نجاح الظهار عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة، والتي تؤكد أن المرأة السعودية وصلت إلى مناصب قيادية بفضل السياسات الحكيمة التي أتخذها الملك عبد الله والتي تصب أخيرا في مصلحة الوطن.