تنتظم اليوم في أبو ظبي أعمال الدورة الحادية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية جمة تتربص بالمنطقة، وفي ظل ظروف بالغة التعقيد تعصف بالوطن العربي وقضاياه، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وما يواجهه الشعب الفلسطيني من حصار وعدوان مستمرين على يد آلة البطش الإسرائيلية، بالإضافة إلى العديد من القضايا العربية الساخنة. وتستأثر تطورات الأوضاع على الساحتين اللبنانية والعراقية، مستقبل العلاقات الإيرانية الخليجية، احتلال طهران للجزر الإماراتية، والتحديات التي تواجهها الدول الخليجية لانصهار جهودها وتتويجها عبر مسيرة عمل منهجي مشترك. وسيسعى قادة دول المجلس أن تكون قمة أبو ظبي الحادية والثلاثون، والتي ستستمر ليومين، أن تمثل منطلق تحول لصالح تقوية التضافر الخليجي الجمعي، وتكريس سياسة خارجية متوازنة لمجلس التعاون تتمتع بالندية العالمية بمسارات ذات قدرة لمواجهة التحديات الراهنة. ظروف عصيبة تواجه المنطقة وضمن هذا المنهاج، استشرف وزير خارجية دولة الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان في تصريحات ل «عكاظ» أهمية قمة أبو ظبي وتوقيت انعقادها في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تتطلب تنسيقا وتشاورا خليجيا معمقا لجهة تحصين الجبهة الخليجية الداخلية، وتجذير العمل الخليجي عبر دفعة مدروسة إلى مصافات التكامل في جميع المجالات السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والاستثمارية، مسترسلا أن الإمارات الآن بكامل جاهزيتها لاستضافة قادة دول المجلس بين أهلهم وفي بلدهم الإمارات. وعبر عن حرص الإمارات على إنجاح أعمال قمة أبوظبي والخروج بقرارات تساهم في تكريس العلاقات الخليجية الخليجية، والصياغة العملية لدفعة ناجزة للتعاون المشترك. تحصين الجبهة الداخلية وزاد إن المنطقة تمر بظروف سياسية حساسة ومعقدة، مستدعيا ضرورة تحصين المحيط الخليجي عبر التشاور، التواصل، والتنسيق في المواقف، آخذين بعين الاعتبار الظروف الإقليميةَ والدولية. وتابع قائلا إن تمسكنا بمبادئ المجلس والعمل الجماعي سنتمكن معا من الحفاظ على استقرار منظومتنا الخليجية وأمنها، موضحا أن التطورات الإقليمية والدولية التي تعصف بأمواجها على شواطئنا الآمنة تتطلب منا وضوحا في الرؤى وصراحة في الرأي وتعاونا مشتركا. وسيتوافد قادة دول مجلس التعاون إلى أبو ظبي صباح اليوم، وسيلقي أمير دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كلمة الافتتاح، فيما يلقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية كلمة يستعرض فيها الإنجازات التي حققها المجلس خلال العقود الماضية. دعم جهود أوباما لتعزيز السلام وأفصحت مصادر دبلوماسية أن البيان الختامي لقمة أبو ظبي سيرحب بجهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، والتزام الإدارة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في أي اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلا عن دعم مبدأ حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة. وبحسب المصادر، فإن البيان سينتقد الإجراءات التعسفية التي تتبناها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ولم تستبعد المصادر أن يتضمن البيان الختامي دعم تحرك السلطة الفلسطينية للتوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مطالبة في ذات الوقت، الفرقاء اللبنانيين حل الخلافات عبر الحوار. وأفادت أن الشأن اللبناني سيحظى باهتمام البيان الختامي، إذ ستعلن القمة تواصل دعم الاستقرار السياسي، الاقتصادي، الأمني، وتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية، وحل الخلافات عبر الحوار. وسيعمد البيان أيضا إلى دعوة الشعب اللبناني إلى التلاحم ووحدة الصف. زيارة الملك عبدالله وبشار وعلمت «عكاظ» أن البيان الختامي سيتضمن تثمين للزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان، في معناها الداعم لتعزيز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي. الاستراتيجية الدفاعية وأشارت المصادر أن قمة أبو ظبي ستؤكد أيضا على تعزيز التعاون العسكري بين دول المجلس بالعمل الجاد على بناء وتطوير القوى العسكرية الدفاعية لدول المجلس، وتقوية الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون التي وافق عليها المجلس الأعلى في دورته 30 ديسمبر 2009م، والتي تحدد رؤية استراتيجية تعمل دول المجلس من خلالها على تنسيق وتعزيز تكاملها وترابطها وتطوير إمكاناتها للدفاع عن سيادتها واستقرارها ومصالحها، وردع العدوان، والتعاون لمواجهة التحديات والأزمات.